-
عدد القراءات
4147
-
القسم :
للمسلة موقف
-
-
-
تمزيق صورة الصدر والحكيم في تلعفر
ما حدث في الموصل، وفرار اثيل النجيفي، وتَحْقِير رموز السلطة فيها، من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ"داعش"، يتكرّر في تلعفر، حيث تُمعِن داعش في سحق خصومها، والمخالفين لها في العقيدة واسلوب الحياة، في اصرار على تحقيق اهدافها، فيما يردّ زعماء العراق ونوابه ومسؤوليه بأدنى من تحدي "داعش"، على وقع الخلافات، والتباغض، والحقد المتبادل.
لقد ازالت "داعش" صور زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم، و زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في قضاء تلعفر في محافظة نينوى، وصور رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح"، ورئيس البرلمان في دورته السابقة اسامة النجيفي، واحرقت مكاتبهم، في خطوة توحي بالكثير، وأولها رسالة الى اولئك المتخاصمين على الكرسي، ان "داعش" ستنفذ من بين خلافاتكم الى غرف نومكم، نفوذ الهواء من خرم الابرة، اذا استمر هوانكم، وبغضكم على بعضكم.
لقد بلغ السيل الزبى، في مجلس النواب في جلسته الاخيرة، امس الثلاثاء، ما يثير الريبة في قدرة زعماء ينفخون في جمر الانقسام، على رص الصفوف في مواجهة الارهاب، لاسيما بين بعض مكونات التحالف الوطني، التي اختارت لنفسها ان تكون طابوراً خامساً من حيث لا تدري، تنفذ من خلاله اجندة "الدواعش" ومن يقف ورائهم.
وليس في الأمر من مبالغة، ذلك ان كل الهزائم في التاريخ تبدأ بخطأ، يتكرر ويتضخّم ليصبح خرقا يتعذر تجاوزه، وهو ما يفعله اعضاء في التحالف الوطني، الذين يمعنون في الخلاف والاختلاف الذي يتحول يوما بعد يوم الى "كسْر" كبير في العظم، يصعب جبره الى الابد.
الموضوع بحذافيره، أن في تمزيق صور الحكيم والصدر، تنبيه النائمين من الغفوة، بعدما عجزت صرخات اهالي تلعفر الذين تذبحهم داعش بسكين الطائفية، عن ايقاظ ضمائرهم، فمن ذا يتدبّر؟