-
عدد القراءات
4637
-
القسم :
ملف وتحليل
-
-
-
بارزاني يفتعل حربا أهلية في العراق هرباً من حرب داخلية داخل الإقليم
بغداد/المسلة
في مجرى الأحداث المتعلّقة بالاستفتاء على الانفصال عن العراق، تبدو مجمل الدول المعنية بشؤون المنطقة رافضة أو متحفظة على التوقيت. وتبدو اسرائيل الوحيدة المؤيدة لإعلان الانفصال بل هي تدعو إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول على أساس عرقي ومذهبي لأن العراق كان دوماً في نظر إسرائيل هو خزان دول الطوق بحسب أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي.
الدعم الاسرائيلي للانفصال عن العراق، قد لا يكون فحسب نتيجة العلاقات الوطيدة مع أربيل منذ زمن طويل قبل ولادة الإقليم. بل لعله مؤشر على دعم حلفاء اسرائيل وشركائها غير المعلن للانفصال وتقسيم العراق ودول المنطقة.
الإقليم الكردي بزعامة بارزاني في إطار عراق فدرالي مكوّن من أقاليم شيعية وسنّية وكردية، أكثر ضماناً في إقامة حواجز مانعة بين العراق وإيران.
إذ أن إعلان الدولة الكردية المستقلة تؤدي لا محالة إلى أن يدافع العراقيون عن وحدة الأراضي العراقية، ولمنع بارزاني من الاستيلاء على كركوك و"أراضٍ أخرى متنازع عليها". وفي هذه الحالة من المحتمل أن يجذب الصراع الكردي ــ العراقي إيران وموسكو وقوى أخرى إلى الصراع.
وفي أغلب الظن أن بارزاني يراهن على هذا الاحتمال لخوض مغامرته في حرب بالوكالة عن دول لا تريد وحدة العراق
تركيا المعارضة للاستفتاء، تحاول ثني بارزاني عن ضم كركوك وسنجار والمناطق التركمانية التي تراها أنقرة مناطق نفوذ حيوية لها في العراق. وهي تسعى في معارضتها للاستفتاء إلى ضمان عدم تأثير انفصال الإقليم على نمو النزعة الانفصالية الكردية في تركيا وفي سوريا المحاذية لتركيا.
هذه النزعة يغذيها بارزاني في خوضه معركة قومية لفرض زعامته على أكراد المنطقة وتعزيز مواقعه ضد العراق، لكن بارزاني ربما يعوّل في المطاف الأخير على العلاقة الوطيدة بين أنقرة وأربيل، وربما إجراء صفقة في الوقت المناسب للجم ما تسميه أنقرة "الارهاب الكردي" في تركيا وسوريا. وهذا التعويل له ما يبرره في تركيا المرتبكة في سياستها الخارجية والإقليمية من جرّاء التأرجح بين انعطافة وعكسها.
التفاف أكراد المنطقة حول بارزاني "من أجل حق تقرير المصير"، قد لا يذهب أبعد من ذلك إلى التفاف مماثل في خوض الحرب ضد العراق وإيران من إجل دولة أربيل بزعامة بارزاني . فأحزاب الإقليم المناوئة لحزب برزاني تتحفظ على توقيت الاستفتاء لأنها لا تستطيع التحفظ على مبدأ حق تقرير المصير.
وهي تتحفظ على التوقيت تعبيراً عما سماه حزب الاتحاد الوطني "سلطة الحزب الواحد" والتفرّد بالقرارات المصيرية. والمعارضة التي تقوم بحملة "لا للاستفتاء الآن" تتهم بارزاني بالتغطية على مشاكل الإقليم الداخلية.
الإقليم الذي يصدّر 580 ألف برميل من النفط في اليوم هو في حالة انهيار نتيجة فساد حكومة أربيل وتعطيل البرلمان منذ سنتين، بحسب الحزب الاسلامي وحركة التغيير (كوران) وأحزاب السليمانية. ففي هذا المناخ السياسي يذهب بارزاني إلى مغامرة عسكرية في سعيه للانفصال قد لا تكون محسوبة بدقة، إلاّ إذا كان الاستفتاء مناورة لتحسين مواقعه على طاولة الحوار مع بغداد وفرض زعامته على إقليم كردستان.
بارزاني يسعى لافتعال حرب أهلية في العراق هرباً من تهديد حرب أهلية في داخل الإقليم بعد إزالة خطر "داعش" عن العراق. لكنه ربما يشعل فتيلا يصل إلى أربيل.
المصدر: فضائيات عربية - بتصرف