-
عدد القراءات
11184
-
القسم :
مواضيع رائجة
-
-
-
مهزلة الدبلوماسية العراقية في لندن
بغداد/المسلة: التقى وفد من الخارجية العراقية، برئاسة وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، الأربعاء، 26 حزيران، 2019، وزير الدولة البريطاني لشُؤُون الكومنولث، طارق ويمبلدون، في مشهد أنْكس الدبلوماسية العراقية الى الحضيض، بعد أنْ أظهرت صورة اللقاء، أحد أعضاء الوفد العراقي وهو يضع صحيفة -تبدو عربية- الى جانبه بطريقة لا ترقى الى السلوك الدبلوماسي الرزين، بقدر ما تضع في ذهن الناظر للصورة، وكأنّ الوزير واعضاءه، في انتظار "وجبة طعام ساخنة" في مطعم.
هذا الخلل الذي يتكرّر بين الفينة والأخرى في السلوك الدبلوماسي العراقي، انعكاس لتغييب المهنية، وقسرية اختيار الممثلين الدبلوماسيين، الذي يعتمد المحسوبية والمنسوبية، لا الكفاءة والتجربة والدراسة الاكاديمية.
وما هو أفظع من ذلك، انّ هؤلاء الذين تم اختيارهم في الدبلوماسية التي هي وجه العراق، لم يكلفوا أنفسهم بعد ان حصدوا امتيازات المناصب ووجاهتها، الدخول في دورات تدريبية قصيرة تساهم في صقل مهاراتهم وسلوكياتهم الدبلوماسية.
لقد ضيّع الوفد برئاسة الحكيم، قواعد الاتيكيت والتي هي سلوك متحضر، واخلاقي يعبّر عن احترام النفس قبل احترام الآخر، مثلما أضاع حتى قواعد البروتوكول الرسمية، التي تحدّد بكل دقة، التصرف على المستوى الدبلوماسي، لان الممثلين في مثل هذه اللقاءات لا يمثّلون انفسهم، بل الدولة، التي وضعت ثقتها فيهم، لكي ينوبونها أحسن نيابة، لا انْ يضع مثل هذه الدبلوماسي، الصحيفة، بطريقة تخدش الحياء وتعبّر عن انهيار واضح، ليس في ابجديات التعامل مع حزمة القواعد والإجراءات وقواعد الأسبقية، التي يجب مراعاتها، فحسب بل عن قلة الذوق، وسيطرة السلوك غير المتحضر على بعض ممثلي الدبلوماسية العراقية.
المسلة