-
عدد القراءات
9191
-
القسم :
العراق
-
-
-
حقوق الانسان الدولية: الاكراد يستولون على أراضي المسيحيين
بغداد/المسلة: قال مسيحيون عراقيون إن بعض السكان الأكراد استحوذوا على أراض مملوكة لمسيحيين في وادي نهلة ومناطق أخرى في شمال العراق، فيها أعداد كبيرة من الآشوريين وغيرهم من المسيحيين. وقالوا إنهم يحملون سندات ملكية، ولكن اللجوء إلى المحاكم والمسؤولين لم يُساعد في إزالة المباني التي شيدها جيرانهم الأكراد على أراضيهم.
وبحسب موقع منظمة حقوق الانسان الدولية، قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط : "الاحتجاج العلني والسلمي عمل يجب على السلطات حمايته وليس منعه. خصوصا، يجب ألا يُمنع عبر حظر سفر الأشخاص على أساس دينهم".
وبحسب العديد من المسيحيين، وضعت الشرطة السياسية لحكومة إقليم كردستان، "أسايش"، في 13 نيسان، حواجز في الطرقات المؤدية إلى خارج وادي نهلة، 10 كلم تقريبا شمال مدينة عقرة، وأقامت نقاط تفتيش في جميع أنحاء المنطقة لمنع المسيحيين من الوصول إلى إربيل؛ منهم من لم يكن يعتزم المشاركة في الاحتجاج أصلا.
وقال عمانويل خوشابا، الأمين العام "للحزب الوطني الآشوري"،، إن الآشوريين كانوا يعتزمون الاحتجاج سلميا في 13نيسان أمام برلمان الإقليم. قال أيضا إن الاحتجاج كان ضد ما قام به أحد الأكراد، من توسعة لمبنى كان قد شيده على أرض يملكها آشوريون في وادي نهلة. أضاف أن مناشدة المسؤولين لم تُجدِ نفعا.
وقال ميخائيل بنيامين، رئيس "مركز نينوى للبحث والتطوير" غير الحكومي، في وادي نهلة، إن أسايش أنشأ نقطة تفتيش صباح 13 أبريل/نيسان خلف آخر قرية مسيحية هناك، وقال له الأعوان إنهم لن يسمحوا بخروج "أي مسيحي". قال أيضا إن سائقي التاكسي وغيرهم ممن كانوا خارجين للعمل – وليس للاحتجاج – مُنعوا من المغادرة.
ويوضح بيتر أوديشو، وهو آشوري من وادي نهلة، إنه كان يرغب في المشاركة في الاحتجاج، ولكن غلق أسايش للطرقات منعه من ذلك. أكد أنه لم يُسمح لأي مسيحي بعبور الحاجز الذي وضع في الطريق. قال شمايل ننو إن قوات أسايش منعته وأفراد من عائلات آشورية أخرى من مغادرة وادي نهلة والوصول إلى إربيل للاحتجاج.
ومنعت السلطات الكردية مسيحيين من مناطق أخرى من الوصول إلى إربيل. اذ قالت إفلين أنويا، الممثلة السابقة للأقلية الآشورية في مجلس محافظة نينوى، لـ هيومن رايتس ووتش، إنها تراجعت عن فكرة الخروج من دهوك للمشاركة في الاحتجاج لما علمت أن جميع نقاط التفتيش نحو إربيل لديها أوامر بمنع المسيحيين من المرور.
ويضيف ويليام بنيامين وهو اشوري ايضا والذي كان وقتها في إربيل، إن أحد معارفه الآشوريين كان يسير بسيارته من دهوك في اتجاه مطار إربيل ليُسافر في الصباح، ولكن عناصر الأسايش منعوه من المرور في إحدى أهم نقاط التفتيش لمدة 4 ساعات في إطار منع المسيحيين من الوصول إلى المدينة.
وقال بول مالك خوشابا، وجيه في وادي نهلة، لـ هيومن رايتس ووتش، إنه تلقى مكالمات من مسيحيين أوقفوا وهم في طريقهم من كركوك إلى إربيل، بسبب دينهم. كما تلقى مكالمات من مسيحيين آخرين في مناطق أخرى من الإقليم قالوا إنهم منعوا من الوصول إلى إربيل.
واوضح مسيحيون إن الشرارة التي أشعلت غضبهم هو اعتداء جديد على أراضيهم، رغم أوامر صادرة عن الشرطة بإخلاء الأماكن التي شهدت اعتداءات.
الى ذلك يقول بول خوشابا وهو من وجهاء وادي نهلة، إن عدد التعديات التي قام بها أكراد على أراضي الآشوريين في الوادي بلغت 42، ولم تُنفذ الوعود التي أطلقها الرئيس بارزاني منذ 3 سنوات بإزالة المباني.
وفيما يشير ويليام بنيامين، وهو طالب آشوري في إربيل، إنه تم تسجيل أكثر من 50 تعدٍ على أراض لآشوريين من قبل الأكراد في بلدته سارسينك، وإن الوعود التي أطلقتها السلطات الكردية العليا في 2001 لحل المشكل لم تتحقق.
وفي الرسالة التي وُجهت لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في 13 نيسان، أشار ممثلون عن "الحزب الوطني الآشوري" و"حزب بيت نهرين الديمقراطي"، و"قائمة الوركاء الديمقراطية"، و"اتحاد بيث نهرين الوطني"، و"كيان أبناء النهرين"، وجميعها مجموعات سياسية مسيحية، إلى "التجاوزات الحاصلة على قرى وأراضي شعبنا في عموم محافظتي دهوك وأربيل، وإن هذا الملف قد اخذ بالاتساع يوما بعد آخر".
وتقول هيومن رايتس ووتش بأنها حصلت على وثائق رسمية تعود لسنتيّ 1992 و1994، تأمر بوضع حد لتعدي الأكراد على أراضي المسيحيين في كشكاوه وجم ربتكي، وهما قريتان في وادي نهلة. قال بول خوشابا وشمايل ننو وميخائيل بنيامين إن التعدي على الأراضي مازال مستمرا.