-
عدد القراءات
2095
-
القسم :
مواضيع رائجة
-
-
-
عباءة الخارجية تتلقّفها أكتاف عبد المهدي وصالح والحلبوسي
بغداد/المسلة: يركّز رؤساء السلطات الثلاث في العراق على الأجندة الخارجية، دون همّ الموطن، ومشاكله، في جولات مكوكية الى خارج البلاد، تثير قلق المواطن عن دواعي كثرة السفر "الاستعراضي"، أكثر منه "العملي"، و"النافع"، الى خارج البلاد غير المنعكس، على الاطلاق، على الواقع العراقي.
...
من مصر الى الأردن، ثم تركيا، ولبنان، وإيران، والولايات المتحدة، والكويت، وفرنسا، وهلم جرا، فمن جولة الى أخرى، ومن تصريح حول حجم التعاون والاتفاقيات، الى مشاريع جديدة مع دول، لكن المواطن الصابر "يسمع جعجعة ولا يرى طحنا".
...
عبد المهدي منشغل بالفسحات الخارجية، أكثر من انكبابه على هموم شعبه، وملفات الفساد المطلوب منه فتحها، وأزمات ذات الصلة المباشرة بالمواطن.
رؤساء السلطات الثلاث يرتدون عباءة وزير الخارجية محمد علي الحكيم، الى الحد الذي يتساءل فيه مواطنون عمّن هو وزير الخارجية الفعلي، وعن عدد الجولات الخارجية، والتكاليف الباهظة على الميزانية.
...
يهرع أغلب المسؤولين العراقيين الى استعراض الوساطة بين أمريكا وإيران، فمن عبد المهدي، الى صالح الى الحلبوسي، يركزون في أحاديثهم على انّ العراق بات صاحب دور إقليمي وهو مستعد لوساطة لم يطلبها، أحدا.
ولا نعرف ما هو الداعي الى هذا "التكالب" على التوسط بين أمريكا التي تقول: لا نريد لحرب، وايران التي تؤكد في كل مناسبة بانها: لا تسعى الى الحرب، فما الذي تفعله الوساطة العراقية إذن؟.
..
لن نتحدث عن حجم النفقات التي يتحمّل أعباءها المواطن، كما لن نقول بان هذه المواطن اليائس ينظر الى جولاتكم على انها "رحلات سياحية"، لكن من الواضح ان الكثير من هذا التزاور، يعبر عن جوع سياسي الى الظهور، والادعاء بدور ما، لا يتناسب وحجومكم السياسية.
...
نعم أنتم "محدثو نعمة"، وحديثو العهد بالمناصب، وتتوقون الى بناء مجد السياسي، لكن العراق كدولة ليس مستحدث العهد بالدبلوماسية، فالتزموا الهدوء، والثقة بالنفس والاتزان، فلن ينفعكم سوى التركيز على شعبكم، الذي ابتلى بضيق افق المسؤولين الذي يتعامون عن رؤية البنية التحتية المهدمة، وتعطّل مشاريع الاعمار، وشيوع الفساد.
...
كفوا عن السفرات الخارجية، وأبدأوا جولات ميدانية في الاحياء الفقيرة، والمدن الخربة، والملفات التي أخفيتموها في الادراج.. بهذه الطريقة تكسبون ليست ثقة شعبكم بكم، بل ثقة العالم..
..
الدول لن تحترمكم، الا إذا اشبعتم مواطنيكم وبنيتم مدنكم، أما على هذه الحال، فانهم يستقبلونكم من باب "اسقاط فرض"، ومن باب مصالحهم في النفط، فقط.
...
كل جولاتكم الخارجية، يمكن التفاهم حولها بالتلفون، اما مشاكل مواطنيكم فتحتاج الى نزولكم الى الشارع، أيها الزعماء التواقون الى أدوار إقليمية، لا تتناسب وأوزانكم بين أبناء شعبكم، فهؤلاء هم وحدهم، أصحاب ميزان التقييم.