المسلة

المسلة الحدث كما حدث

أصمت ودع قلمك يتوقف

أصمت ودع قلمك يتوقف

11 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

محمد حمزة الجبوري

من يتكلم عن وجود مساحة كافية لحرية التعبير وأن بإمكان الكاتب الإفصاح عن رأيه في كل المواطن وله الحق في توجيه النقد لما يسمى بالرموز فهو غير منصف ومجاف للحقيقة ،فهنالك تابوهات وعناوين حمراء لا يمكن المساس بقدسيتها مهما أرتكبت من فضائع وخطوب ،وأن من يستل قلمه ويكتب عنها فليبدأ بكتابة وصيته أولا . المقلق إنتشار ظاهرة “الوعيد” للنشطاء والصحفيين ومنعهم من التغطية في بعض الأماكن ،ما يعني “مصادرة” حقهم في الحصول على المعلومة والوصول إلى الحقيقة ،وباتت سياسة أذلال الصحافة والتضييق على أصحاب الأقلام الحرة السمة الغالبة لدى بعض الأمزجة السياسية التي تخشى الأقلام المستقلة ، حدثني مرة أحد الزملاء أن “لحية سياسية راعدة أقدمت على توجيه سيل من التهم والكلمات الغريبة لي” والحديث للزميل (م.ج) ،معتبرة “ما أكتبه تشهيرا برموز سياسية قدمت الكثير وتلظت بلهيب المعاناة والغربة في المنافي البعيدة” ؛ وأنتم -وهذه المرة الكلام لصاحب اللحية- : “لم ولن تتخلصوا من نظام صدام لولا تضحياتنا ! ” .

هذه الصورة النمطية والخطاب الجديد الذي طفى على السطح مؤخراً ،سمح بتشكل فريقين : فريق نسب كل ايجابيات التحول السياسي في العراق له مغيبا معاناة شعب رزخ تحت وطأة الحروب وتداعياتها ،وفريق يرى أن التحول السياسي فتح الباب على مصراعيه للتجاذبات والتدخلات وما تخللها من نزاعات دموية عنيفة وتسيد طبقات سياسية اتخذت من الفكر الطائفي منهجا وخيارا لتسوق أجندتها على حساب الشعب ومستقبله . المتوخى من أصحاب القرار “المنصفين” حماية أصحاب الرأي والكلمة من هيمنة بعض الأحزاب المتنمرة التي لم تفهم بعد معنى الحرية ،وأن الإنسان خلق حرا كريما ، أليس من الصواب بدلا عن التضييق والمنع الذي تلوح به هذه القوى السياسية السماح ل”صناع الوعي” بالمساهمة في تعزيز القيم الديمقراطية ؟ ،

وأعتقد أن من المنطق بمكان أن تعود إلى الوراء بتفكيرها وتتذكر مرارة القمع المفرط الذي كان يستخدمه النظام البائد مع مواطنيه سيما المثقفين ونخبه ،ونحذرها من إعادة “تدوير” الفكر الشوفيني المتزمت بصيغ أخرى تحت يافطات و ذرائع واهية لا تصمد أمام شعاع الحقيقة . في وطن ولود معطاء أسس الحرف الأول لن تجف أحبار الحقيقة ،ولن تتوقف العقول عن التفكير وتنحني الأقلام وتتمزق القراطيس ما دام لنا قلب ينبض ،لذا أسعوا سعيكم فلن تميتوا وعينا ، ولن تغيبوا فكرنا الصاعد؛ السؤال لماذا يتهم بالعته والزندقة من يحاول الخروج من النسق التنويري البارد صوب إيقاظ مجتمع غيبوا وعيه وسرقوا أحلامه ؟؟ !! ،ولمصلحة من بقاء العراق غارقا في الدماء ومغيبا عن الركب والتطور ؟

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.