بغداد/المسلة: في مشهد يتسم بتوتر غير مسبوق، تداخلت ملامح الحرب المحتملة بين الأطراف الدولية والإقليمية بشكل يعيد صياغة خريطة التحالفات والمواجهات في الشرق الأوسط.
وإعلان الولايات المتحدة نشر حاملة طائراتها الحربية وقاذفات “بي-52” بعيدة المدى في المنطقة يأتي كتأكيد على استعدادها للدفاع عن مصالحها وإسرائيل، وسط تهديدات إيران المتصاعدة بالرد الحاسم. وقد أفاد بات رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون، بأن أي هجوم إيراني سيقابله رد أميركي لا يرحم، مشدداً على أن واشنطن لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء في المنطقة.
هذا الاستعداد العسكري الأميركي جاء بعد تقارير متزايدة تحدثت عن تحذيرات واشنطن لطهران من شن أي هجوم إضافي على إسرائيل، إذ حذرت الولايات المتحدة بأنها قد تجد صعوبة في كبح جماح إسرائيل إن استهدفتها إيران مرة أخرى.
في هذا السياق، قال مسؤول أميركي بارز لموقع “أكسيوس” إن التحذيرات الأخيرة تضمنت إشارات إلى أن طهران قد تختار العمل عبر وكلائها في العراق لضمان عدم تلقيها الضربة المباشرة.
في العراق، وعلى وقع هذه التوترات، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” تنفيذها لهجمات بطائرات مسيرة على أهداف حيوية في مدينة إيلات الإسرائيلية. وأظهر فيديو نشرته هذه الفصائل عبر منصاتها كيف تُطلق الطائرات من مواقع مجهولة داخل العراق، مع تعليقات تشير إلى أن هذه العمليات تأتي ردًا على ما وصفته بـ”المجازر الإسرائيلية” في غزة ولبنان.
لكن، بينما يتردد صدى هذه العمليات بين صفوف الجماعات المسلحة، يُطرح السؤال عن قدرة العراق على التماسك في وجه هذه التصعيدات.
وتحاول الحكومة العراقية احتواء الفصائل المسلحة وبين تجنب أن تصبح بغداد ساحة حرب إضافية في الصراع الإيراني-الإسرائيلي.
وفي تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست”، أشار محللون إلى أن المشهد العراقي يزداد تعقيداً، حيث يضع هذا الوضع بغداد في مفترق طرق خطير. فالتهديدات المتصاعدة من “كتائب حزب الله” العراقية بشن مزيد من الهجمات، تزامناً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، تضيف إلى تعقيدات الوضع. ويحذر الخبراء من أن هذه الديناميات قد تدفع إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات غير محسوبة ضد أهداف داخل العراق.
ويسعى رئيس الوزراء السوداني الى فرض السيادة الوطنية. لكن في ظل تصاعد الهجمات وارتباطها بالتصعيد الدولي، تبدو خيارات بغداد محدودة للغاية .
ومع ذلك، يبقى القلق الأكبر هو إمكانية رد إسرائيل في حال استمرار الهجمات، وهو ما أكده مسؤولون أميركيون ذكروا لـ”أسوشييتد برس” أن الطائرات المسيرة العراقية باتت تشكل تهديداً يومياً متصاعداً على تل أبيب. ووسط هذا كله، تبقى التساؤلات مفتوحة حول قدرة العراق على الحفاظ على توازنه بين القوى المتصارعة، دون أن يدفع ثمناً باهظاً في لعبة القوة الجيوسياسية الدائرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر