بغداد/المسلة: تناول الباحث والكاتب الدكتور محمود الهاشمي مسألة الكاريزما السياسية في العراق في معرض رده على تقرير كتبه عدنان ابوزيد في المسلة وقال فيه ان البلاد تخلو من الزعامات الكاريزمية التي تستطيع تحشيد الشارع المزدحم بالشعبوي والشعبي، وانتهى الأمر إلى فقدان الثقة بين الأطراف، بل أن السياسي العراقي أصبح منزوع الثقة في نفسه بسبب الإخفاقات، وشعوره بالانسلاخ عن الشارع.
وقال الهاشمي ان النظام الديمقراطي قد يبدو غير ملائم للمجتمعات الفقيرة او المتخلفة في شكله العام ولكن النظام (الليبرالي) السائد في المجتمعات الغربية (الرأسمالية) واحد من اهم ثوابته وديمومته هو (رأس المال).
وتابع: الذي يصنع السياسة والسياسات في بلدان الغرب هم اصحاب رؤوس الأموال الذين يمتلكون الاعلام والمال وهم اصحاب الشركات الكبرى والجامعات وحتى منظمات المجتمع المدني.
وأضاف: اصحاب رؤوس الاموال هؤلاء يحافظون على البنية السياسية حفاظا على اموالهم لان اي مغامرة سياسية او عسكرية ستصنع لهم مشكلة ،و مادام رأس المال مضمون فان الدولة مصونة.
وقال الهاشمي: في بلداننا اولا ان دول الغرب تتدخل في البنية السياسية والاقتصادية لكل بلدان العالم، ومن يخرج عن طاعتها تصنع له ازمات لا يقوى على مواجهتها الا اذا كان يمتلك من الشخصية والعقل والحكمة والثبات على مواجهتها بعد ان يكون قد درس نقاط الضعف عند الدول التي تخاصمه.
واستطرد: كما تقول القاعدة في النظام الغربي (عجلة الاقتصاد تقود عجلة السياسة).
ويشير الهاشمي الى انه في بلداننا (المتخلفة ) اصبح المال والقرار السياسي بيد طبقة السياسيين فليس عليهم امر ولا ناهٍ، مستطردا: من هذا نفهم ان النهضة الاقتصادية هي من تستطيع ان ترسخ مفاهيم وقيم النظام السياسي الغربي (الليرالي) وفي ضوء ذلك نرى ان الاتحاد السوفيتي لم يصمد امام النظام الغربي لانه امتلك السلاح المتطور ولم يمتلك السلاح الاقتصادي المتطور فانهار ومخازنه مليئة بالأسلحة المتطورة.
واسترسل: اما خطورة الصين فتكمن في انها قوة اقتصادية هائلة وليست قوة عسكرية هائلة لذا تجد ان الغرب يجدها العدو الاول رغم معركته العسكرية مع روسيا ولنضرب مثلا (إن قيمة المبادلات التجارية بين الصين ودول أميركا اللاتينية ارتفعت من 12 مليار دولار عام 2000، إلى 330 مليار دولار بحلول عام 2019) والارقام في تصاعد، فيما استطاعت الصين ان تتجاوز الميزان التجاري الاميركي في هذه البلدان.
وحتى نكون بالصورة اكثر ان بلدان الربيع العربي لم يكن خيارها ان تذهب الى هذا (الربيع ) حتى كشعوب ولكن تم تصميم ذلك مسبقا لهم من قبل الغرب بما اسمته وزيرة خارجية اميركا الاسبق (كونداليزا رايس ) بـ (الفوضى الخلاقة) بانك تصنع الفوضى ثم تعيد انتاجها من جديد وفق المخطط المرسوم والقاضي بان (تغادر الدكتاتورية من الباب وتعود من النافذة) فيذهب صنيعة الغرب (زين العابدين بن علي ) ويأتي (سعيد ) في تونس ويذهب (حسني مبارك) ويأتي (السيسي) وكل في لوح محفوظ عند مكاتب الغرب.
اما المناطق الاخرى التي شملها الربيع العربي ولم تطلها الدكتاتورية بعد فهي العراق سوريا لبنان اليمن وذلك بسبب المعادل (الايراني)، والذي واحد من تجلياته (الربيع العربي) هجرة الملايين من الشباب الى الغرب بعد ان اصيبت دولهم بـ(الشيخوخة)!.
وختم بالقول: اما كيف لنا ان نبني تجربة (ديمقراطية) في بلداننا فلابد ان نعتمد نظاما يخلط بين الانفتاح الاقتصادي وبين النظام الشمولي كما هو الحال في الصين وروسيا وايران ، وهذه التجارب تحتاج الى (كاريزما )مثل (الزعيم دنغ شياوبينغ) في الصين والامام الخميني بايران وبوتين في روسيا وهذا يتمدد الى ماليزيا والهند وسنغافورا وغيرها.
وكان عدنان أبوزيد قد أشار في تقرير الى إن زعامات العراق المتعددة تحاول الى الابتعاد عن الأسلوب المترفع في الخطاب، والمعالجات التنظيرية، ساعية الى سلوك شعبوي يحقق من جديد سبل الرواج والمقبولية المتآكلة.
وتابع: أصبحت العلاقة بين الطبقات المسحوقة والغاضبة، والنخب، تقوم على الكراهية. وفي ظل ديمقراطية منفلتة، فان التعبير عن ذلك يتم بالسب والشتم والاشاعات في الشارع والاعلام والتواصل الاجتماعي.
وختم بالقول: الزعامات العراقية متوترة، والشارع منفلت.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام