بغداد/المسلة: قال تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن انخراط تركيا في إعادة إعمار مطار الموصل في خضم التوترات الإقليمية مع فرنسا وإيران، يمكن أن يتسبب في إحداث مشاكل، ومع ذلك، يمثل هذا الانخراط أيضًا رمزًا للعلاقات الاقتصادية المتنامية بين تركيا والعراق.
وبحسب التقرير، أن “فرنسا وتركيا دخلتا في مناقصة إدارة مشروع إعادة إعمار “مطار الموصل الدولي”، التي تعرض للتدمير في الحرب ضد داعش، إلا أن شركة تركية فازت بشكل غير متوقع بعقد مشروع المطار”.
وأضاف التقرير إلى أن “أعمال التصليح ستُمنَح لـ”الشراكة ذات الخبرة الدولية” التي تجمع شركتين تركيتين هما تي أي في للإعمار (TAV Construction) و77 للإعمار (77 Construction)”.
واصرت تركيا بشدة على إصلاح مطار الموصل منذ طرد تنظيم داعش، ويُعزى السبب بدرجة كبيرة إلى القرب الجغرافي للموصل من المناطق الداخلية السياسية والاقتصادية في تركيا. وفي المراحل الأولى، كانت الشركتان التركيتان كورك للإنشاءات (Kurk Construction)، التي تتولى عادةً مشاريع الإعمار في إقليم كردستان العراق، و”كاليون القابضة” (Kalyon Holding)، التي تشارك في بناء مطار إسطنبول ومشاريع المترو، مرشحتين لمشروع إعادة إعمار مطار الموصل”.
وواجهت الشركتان مقاومةً منذ البداية، لا سيما في ما يتعلق باقتراحهما لنموذج البناء والتشغيل والنقل – وهو نموذج يخوّل الشركتان بناء المطار أولًا ثم إدارته بعد ذلك قبل تسليمه إلى الحكومة العراقية. وفي إطار هذا النموذج، كانت الشركتان تتوقعان أمرين هما: أن توفر القوات العراقية أمن المطار، وأن يضمن الجانب العراقي خمسين ألف مسافر شهريًا لمدة عشرين عامًا، وعلى الرغم من شيوع اقتراح البناء والتشغيل والنقل هذا في تركيا، لم ترحب به الحكومة العراقية، التي كان سيُطلب منها دفع ما يقرب من 25 دولارًا لكل راكب إذا تعذّر الوصول إلى الهدف”.
وعرضت عرضت الشركة الفرنسية آ دي بي للهندسة (ADPI) تنفيذ المشروع كجهة مقاوِلة فحسب، بدلًا من تشغيل المطار بعد ذلك. وهذه الشركة معروفة وتُشارك بالفعل في تطوير بغداد والبصرة وبناء مطار دهوك. وفيما توقعت تركيا أن تستلم شركتاها المشروع، خاب أملها عندما سمحت الحكومة العراقية لسلطة الطيران المدني العراقي بالتفاوض وتوقيع عقد مع شركة آ دي بي للهندسة في كانون الثاني/يناير 2021″.
وجاء اتفاق العراق مع شركة آ دي بي للهندسة على حساب شركتَي كورك للإنشاءات وكاليون القابضة بمثابة صدمة، لا سيما مع زيارة رئيس الوزراء الكاظمي إلى أنقرة في كانون الأول/ديسمبر 2020، والمواجهة المتوترة بالفعل التي تحصل بين فرنسا وتركيا في الشرق الأوسط. وبدا علنًا أن السفير التركي آنذاك في العراق، فاتح يلدز، تقبّلَ الوضع على مضض قائلًا: “يبدو أن جهة أخرى ستتولى هذا المشروع”.
وسرعان ما عاد العقد إلى تركيا في الأشهر اللاحقة لأن نموذج القرض الفرنسي اعتُبر في النهاية غير مناسب. وعرضت أيضًا الشركتان التركيتان إمكانية بناء المطار بتكلفة أقل، ما جعل الجانب التركي خيارًا أكثر جاذبية بالنسبة إلى العراق”.
ولم تكن الولايات المتحدة مرتاحة لتدخل فرنسا في الموصل، ومن هنا جاء القرار النهائي بالتوقيع مع شركتَي “تي أي في للإعمار” و77 للإعمار. فبعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، يرى بعض المراقبين العراقيين أن تصرفات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشير إلى وجود مصلحة في تحويل الفراغ الذي قد ينشأ في السلطة إلى فرصة لتعزيز النفوذ الفرنسي في العراق والشرق الأوسط. وقام ماكرون بزيارتين إلى العراق في أيلول 2020 وآب 2021، وذلك في غضون عام بعد إعلان الولايات المتحدة عن قرار خفض عديد القوات الأمريكية في البلاد”.
وفي تناسق مع تحليل واشنطن بوست، يقول الكاتب والباحث عدنان أبوزيد، ان القوى السياسية العراقية (المتحالفة) مع تركيا، قد لعبت على الارجح دورا في حسم المشروع لصالح الشركات التركية، معتبرا ان ذلك يتناسق ايضا مع رغبة ايرانية في ابعاد فرنسا عن النفوذ في العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
2024.. عام فوضى وحروب وارتفاع جنوني بالاسعار
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي