بغداد/المسلة: بمساعدة ابن صدام حسين، حقق قطب السجائر العراقي وهب طبرة ثروة من تهريب السجائر في التسعينات، ومنذ الغزو الأميركي، أصبح رمزاً للفساد في العراق.
التهم الموجهة إلى قطب السجائر العراقي وهب طبرة تشبه مسودة فيلم أكشن، إبرام صفقات مع تنظيم الدولة الإسلامية، والتشاجر مع رئيس البرلمان العراقي، وتهريب أكثر من مئة مليون دولار نقداً إلى خارج البلاد.
بعد سنوات من التهرب من العدالة، أصبح تاجر التبغ البالغ من العمر 57 سنة محتجزاً الآن عبر مركز للشرطة في المنطقة الخضراء في بغداد
طبرة هو واحد من أنجح تجار النخب العاملين في قطاع السجائر الذين استغلوا العقوبات والحرب لبناء طرق التهريب وعمليات التقليد التي تغذي الأسواق السوداء في جميع أنحاء المنطقة، واليوم تشكل هذه التجارة ما يشبه اقتصاد الظل.
استناداً إلى آلاف الصفحات من تقارير استخباراتية قامت بها شركات التبغ الكبرى، وسربت لـ مشروع تغطية الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود: occrp.org مدعومة بمقابلات لمطابقة ومقاطعة المعلومات أجراها فريق الصحافيين مع 20 شخصاً من المطلعين على مجال صناعة التبغ المزور، قام مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود بتكوين الصورة الأوضح لعمليات طبرة حتى الآن، كجزء من تحقيق أوسع حول تجارة التبغ غير المشروعة في العراق.
تظهر الوثائق والمصادر المسربة أن طبرة وسيم ومتهور وأنه يسعى وراء مصالحه مستخدماً وسائل مثل التزوير وانتحال شخصيات منافسيه.
شركاء سابقون وحاليون يعرفون طبرة وأخرون يتابعون أعماله، يصفونه بأنه رجل بلا أيديولوجية.
قال جيفري كونجون، الذي عمل مستشاراً كبيراً لمكافحة الفساد في برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في العراق، لـOCCRP عن وهب طبره: إنه رجل أعمال، لا يهتم بالسياسة مطلقاً. إنه رأسمالي حتى النخاع، وبالنسبة إليه، الأمر كله يتعلق بالمال.
بدأ عمل طبرة في مجال تجارة التبغ المحظور في التسعينات بمساعدة صديق للعائلة: عدي حسين، الابن الأكبر لصدام والمعروف بساديته.
بموجب عقوبات الأمم المتحدة، التي فرضت بعد غزو العراق للكويت، تم حظر معظم الواردات إلى البلد. و للالتفاف على الحظر، شحنت شركات التبغ الكبرى مليارات السجائر الزائدة عن حاجة السوق إلى كردستان العراق، والتي تم نقلها بعد ذلك إلى العراق وإيران وأماكن أخرى في المنطقة.
بدأ وهب طبرة العمل كواحد من سعاة عدي، إذ سافر حول العالم لشراء السيارات والبنادق والملابس المصممة في دور الأزياء العالمية لعدي، ابن الديكتاتور. دخل مجال التبغ عام 2001، باستخدام شركة تجارية مسجلة في دبي. هذه الشركة التي غيرت اسمها مرات عدة، خلال العقد اللاحق، تحولت إلى مركز رئيسي لعملياته.
عمل مع رجل الأعمال الأردني- العراقي طارق الحسن، وهو اليوم وكيل شركة إمبريال توباكو Imperial Tobacco في العراق، ونزار حنا نصري، وهو تاجر عراقي آشوري معروف باسم أبو مهربي السجائر العراقيين.
من خلال محاميه، رفض نصري أي اتهامات حول التورط في التهريب والتزوير أو القيامه بأي ممارسة غير قانونية، ورفض الحسن التعليق.
بعد الغزو الأميركي، بدأ طبرة في العمل بشكل أوثق مع نصري، إذ قام بتزويد مصانع نصري لتقليد السجائر بمواد مثل التبغ، والعبوات المزيفة، والطوابع الضريبية المزورة.
وللقيام بذلك، تقول الوثائق المسربة ومصادر في مجال صناعة السجائر، إنه أدار شبكة من الشركات في الملاذات الضريبية الآمنة (الأوف شور) وقام بتقليد علامات تجارية مسجلة، وغيرها من الأنشطة التي كان الكثير منها محمياً من ديبلوماسيين رفيعي المستوى وسياسيين وموظفي شركات حكومية في العراق والخارج.
في كردستان العراق، استأجر طبرة مصانع من أفراد عائلة بارزاني الحاكمة ومن منافسها القديم، الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. وشغل طبرة منصب المدير التنفيذي لمجموعة إيجل Eagle Group،
وعمل طبرة مع شركة الخليج للتحويل Gulf Conversion Company،
عام 2004، تقدم طبرة بطلب لتسجيل شركة في دبي تحت اسم شركة التبغ Gallaher Ltd، ومقرها المملكة المتحدة (اشترتها لاحقاً Japan Tobacco). ومن ثم ادعى ملكية العلامة التجارية لهذا الصنف في العراق.
في آذار/ مارس من العام الماضي، ألقي القبض على طبرة بطريقة درامية في اسطنبول،
قال قاض عراقي لـOCCRP إن علاقات طبرة سهلت له الإفلات من الملاحقة القضائية في ذلك الوقت.
كما يخضع طبرة للتحقيق من قبل هيئة النزاهة العامة العراقية منذ عام 2016 للاشتباه في تهريب العملة وغسيل الأموال
من الصعب تحديد الأسباب الدقيقة التي جعلت طبرة يفلت من العقاب لسنوات.
اتخذ البنك المركزي العراقي في السابق بعض الإجراءات ضد مصالح طبرة: فعام 2015، أدرج البنك المركزي شركة النبال على القائمة السوداء بسبب الاشتباه في تمويل داعش.
تعمل شركة النبال في مجال تحويل الأموال وصيرفتها ويديرها أبناء عمومة طبرة وتتعامل مع مئات الملايين من الدولارات كل عام.
في نيسان/ أبريل 2021، اتهمت محكمة في بغداد شركة النبال باختلاس 400 ألف دولار كان يفترض أن تحولها لعميل في كندا.
قبل اعتقاله في تركيا، كان طبرة يقسم وقته بين لبنان والعراق والأردن والمملكة المتحدة.
وتعيش بنات طبرة الثلاث في تورنتو، ولهن قناة على يوتيوب تضم أكثر من 200 ألف مشترك، تسرد نمط حياتهن النفاثة.
وترتدي بناته ساعات رولكس قيمتها تساوي 30 ألف دولار على الأقل، وتشمل رحلاتهن التسوق في دبي مول لشراء الصنادل المصممة عالميا، وعطلات في منتجعات في لبنان وجزر المالديف.
وحقق مقطع فيديو مدته 12 دقيقة وهن يتناولن المعكرونة خمسة ملايين مشاهدة.
لمشاهدة رابط الخبر الاصلي انقر هنــــــــــا
المسلة – متابعة – وكالات
أخبار ذات علاقة
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية
دعوات الى تشريع يخفض رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان المقبل
الصحة: لا وجود لمتحور جديد لفايروس كورونا في العراق