بغداد/المسلة: تشير استقالة رئيس حزب السيادة، خميس الخنجر، إلى تحوّل كبير في مسار التحالف السياسي للمكون السني في العراق، ويفتح الباب لتداعيات سياسية واجتماعية متعددة على المستوى الداخلي للتحالف وعلى ساحة السياسة العراقية بشكل عام،
وقرار الاستقالة يأتي في وقت حساس للغاية، ويثير أسئلة حول مستقبل الحزب، لا سيما مع قرار الحزب طرد عضو مجلس ديالى فراس مزاحم الجبوري واتهامه بالخيانة.
و تشير استقالة الخنجر إلى تفاقم الانقسامات داخل حزب السيادة، وهو التحالف الذي كان يُنظر إليه كأحد المكونات الرئيسة المؤثرة في التمثيل السني بالعراق.
هذه الاستقالة، التي وصفتها مصادر بأنها “هرب من مقصلة المساءلة والعدالة”، توحي بأن الخنجر لم يستطع الوفاء بوعوده التي قطعها للمكون السني بإنهاء دور هيئة المساءلة والعدالة. وقد يرى البعض في هذه الاستقالة انهيارًا لطموحات الزعامة السنية و تراجعًا في دور الحزب كحامل لأصوات هذا المكون، خاصةً مع تراجع نفوذ الخنجر وإقراره بأن المرحلة المقبلة ستركز فقط على محاولة البقاء في المشهد السياسي.
و التحديات المتوقعة تشمل تضاؤل الثقة الشعبية في الحزب، حيث يشعر الناخب السني بأن الحزب لم يحقق مطالبه التي رفعها خلال الانتخابات. وقد يتبع ذلك انشقاقات أخرى من صفوف الحزب، في حال شعر الأعضاء أنهم بحاجة إلى مسافة أكبر من قيادات الحزب لمواكبة الوضع الجديد وتحقيق مصالح قواعدهم الشعبية.
و ترى تحليلات ان توقيت الإعلان عن “الخيانة” و”عقد الصفقات المشبوهة” بحق عضو مجلس ديالى، فراس مزاحم الجبوري يثير تساؤلات، خاصة أنه جاء بعد تصويت مجلس محافظة ديالى على إقالة رئيس المجلس عمر الكروي حيث يمكن أن يُفهم هذا القرار كخطوة استباقية من الحزب للتخلص من الأصوات المناوئة التي قد تشكل تهديدًا للتماسك الداخلي، أو ربما كرد فعل على مواقف الجبوري التي خرجت عن توجيهات القيادة.
وتشير مصادر الى ان توقيت اتهام الجبوري بالفساد الآن جاء لسببين أساسيين: الأول، لتقديم رسالة ضمنية إلى الأعضاء الآخرين بضرورة الالتزام بقرارات الحزب وتوجيهاته، في وقتٍ يمر فيه التحالف بأزمة؛ والثاني، لتوجيه رسالة للشارع العراقي أن الحزب يسعى للتطهير الداخلي ولا يتهاون في مواجهة “الخيانة”، بغية استعادة ثقة الناخبين وكسب دعم شعبي أكبر.
و تؤدي الأحداث الأخيرة إلى انشقاق أعضاء آخرين قد يكون لديهم تحفظات حول قيادة الحزب أو توجهاته الجديدة. وسيؤدي ذلك إلى إضعاف التحالف أكثر وظهور كتل سياسية صغيرة جديدة تدعي تمثيل مصالح المكون السني بصورة أكثر استجابة لتطلعاته.
و يفتح هذا الوضع المجال لظهور قادة جدد، يسعون للتموضع كبدائل لخميس الخنجر ولحزب السيادة ومن المتوقع ظهور أحزاب جديدة أو تحالفات تسعى لملء الفراغ الناجم عن تراجع دور السيادة، أو محاولة التحالف مع كتل سياسية شيعية أو كردية جديدة لبناء تحالفات أكثر شمولاً.
ومع تراجع دور الخنجر، سوف تجد هيئة المساءلة والعدالة الفرصة لممارسة ضغوط أكبر على الحزب وأعضائه، مما قد يؤدي إلى استبعاد شخصيات أخرى، في حال لم تتمكن من الالتزام بالمعايير المطلوبة أو خضعت لضغوط الفساد التي باتت تُتهم بها شخصيات من داخل الحزب.
و سيؤدي الاتهام الموجه إلى الجبوري بفساد وعقد صفقات مشبوهة إلى تأثر شعبية الحزب في محافظة ديالى وفي عموم العراق. وفي حال استمرت هذه الاتهامات وانتشرت حالات أخرى مماثلة، فسوف يتراجع الدعم الشعبي للحزب، مما سيؤثر بشكل مباشر على نتائجه في الانتخابات المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
سوريا تواجه اختبارًا وجوديًا.. شعارات طائفية وانتقام متبادل
الجامعة العربية تدعم سوريا ضد إيران رغم المواقف المتحفظة لبعض الدول
اعلامي مصري لـ “الجولاني”: قتلت الابرياء في العراق بسبب خلافات قبل 1400 سنة!