بغداد/المسلة: شدد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على ضرورة توحيد الصف الكردي ضمن أربعة مبادئ لتشكيل حكومة إقليم كردستان المقبلة، وهي: “إقليم واحد، حكومة واحدة، برلمان واحد، وقوة بيشمركة موحدة.” في سياق يعكس الانقسامات العميقة التي شهدتها السنوات الماضية بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، الذين يسيطر كل منهما على مناطق نفوذ منفصلة، حيث يدير الاتحاد الوطني مدينتي السليمانية وحلبجة، بينما يدير الحزب الديمقراطي أربيل ودهوك.
هذه المطالب من قبل بارزاني تعكس توجهاً نحو بناء حكومة موحدة وقوية، لكنها تتطلب تجاوباً إيجابياً من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي عبر رئيسه، بافل طالباني، عن عدم استعدادهم لتوحيد البيشمركة في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى ضرورة توفير بيئة ملائمة قبل المضي في هذه الخطوة. كما أشار إلى إمكانية إعادة الانتخابات في حال عدم التوصل إلى توافق بشأن الحكومة الجديدة، ما يُظهر عمق التحديات التي تواجه مشروع الوحدة.
أحد العوائق الأساسية أمام توحيد القوات والإدارة في الإقليم يكمن في تجربة سابقة من العلاقة غير المستقرة بين الأحزاب الكردية، إذ كانت صيغة الشراكة المهجنة تمثل إشكالية جوهرية. وقد وصفها الباحث والمستشار الإعلامي كفاح محمود بأنها شراكة “شريك نهاراً ومعارض ليلاً”، حيث إن الأحزاب كانت تتشارك في السلطة لكنها تنافس بقوة في معارضة بعض سياسات الحكومة.
إضافة إلى ذلك، فإن تجاوز عقبة توحيد البيشمركة والالتزام بقوانين الإقليم، كما شدد بارزاني، يتطلب دعماً من النخب الكردية التي ترى في هذه الانقسامات خطراً يهدد مستقبل الإقليم واستقراره. ويعد هذا الوعي بمثابة حافز محتمل للأحزاب للعمل على تقليل التوترات وتجميع الأصوات اللازمة لتشكيل حكومة قوية.
لكن التحدي الأكبر يظل في تجاوز العقبات السياسية الراسخة الناتجة عن تقاسم النفوذ. فمن الصعب أن ينجح أي طرف في تشكيل حكومة دون الآخر، حتى وإن تم ذلك، لن يتمكن رئيس الحكومة من فرض سيطرته على مناطق نفوذ الطرف المعارض.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
إيران ترد على قرار الوكالة الذرية بأجهزة طرد مركزي متطورة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت