بغداد/المسلة: يتصاعد التوتر داخل المشهد السياسي العراقي السني، حيث تدور معركة علنية على النفوذ والتمثيل بين زعيم حزب «تقدّم» محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف «عزم» خميس الخنجر، بشأن توزيع المكاسب السياسية فيما يُعرف بـ«الإقليم السني» المفترض.
الخلاف لم يتوقف عند حدود التنافس الداخلي، بل امتد ليشمل السياسي الكردي هوشيار زيباري، القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، والذي بات طرفاً في الصراع بعد تبادل الاتهامات مع الحلبوسي. الأخير رد باتخاذ خطوات قانونية، حيث أقام دعاوى قضائية ضد زيباري، إضافة إلى شخصيات أخرى مثل خميس الخنجر، راكان الجبوري، وخالد المفرجي، متهماً إياهم بالإساءة والتشهير.
والمشهد الداخلي السني لم يغب عن أعين أنقرة، التي تعدّ غالبية الأطراف المتصارعة من حلفائها التقليديين. مراقبون يتوقعون أن تتحرك تركيا لمحاولة تهدئة الأوضاع أو إعادة توجيه التحالفات بما يخدم مصالحها في المنطقة، خاصة في ظل تداخل الملفات السياسية والأمنية.
ولم تكن العلاقات بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و«حزب تقدُّم» برئاسة محمد الحلبوسي، مستقرة يوماً. تصاعد الخلافات بين الطرفين يعود إلى تباينات حزبية وسياسية متجذرة، تتجدد مع كل منعطف سياسي حاسم. آخر فصول هذا التوتر برزت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عندما وجه القيادي الكردي هوشيار زيباري اتهامات مباشرة للحلبوسي عبر تغريدة أثارت جدلاً واسعاً، ودفعت الأخير إلى اللجوء للقضاء بتهمة التشهير.
و كتب زيباري على منصة «إكس» ما اعتبره متابعون هجوماً صريحاً ضد الحلبوسي. قال في تغريدته: «هناك جهود لإغراق البلد في أزمة، وعلى رأسها السيد محمد الحلبوسي». هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع اختتام الحلبوسي زيارة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار تكهنات بأن الانتقادات موجهة لطبيعة تلك الزيارة وأهدافها.
في المقابل، رد الحلبوسي عبر تقديم شكوى قضائية ضد زيباري، متهماً إياه بمحاولة «الإساءة والتحريض». وأظهرت وثيقة مسربة توقيع محامي الحلبوسي، الذي أكد أن تغريدة زيباري تحتوي على «ادعاءات غير دقيقة هدفها التشويه».
أبعاد الخلاف
الخلاف بين الطرفين يتجاوز السجالات الشخصية، فهو يعكس تنافساً سياسياً حاداً بين حزبيهما. تجدد هذا التوتر في سبتمبر الماضي، حين رفض الحلبوسي صفقة تسليح قوات البيشمركة من قبل الولايات المتحدة، معتبراً أنها تهدد المناطق المتنازع عليها بين العرب والكرد.
ويرى مراقبون أن تحركات الحلبوسي الأخيرة تأتي ضمن محاولات لإعادة ترميم مكانته السياسية بعد إقالته من رئاسة البرلمان. ويتهمه خصومه بالسعي للتقرب من القوى والفصائل الشيعية، طمعاً في دعم يتيح له المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
لكن زيباري لم يتوانَ عن الرد، قائلاً إن «اللجوء للقضاء حق طبيعي، لكن القضاء لن يتحول إلى أداة سياسية». وأكد أن لديه ما يكفي من «الدلائل» لدعم مواقفه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
حظر تجول في حمص بعد اعتداءات على طوائف علوية وشيعية
العراق: ثروة ديموغرافية مهملة في زوايا البطالة
“قسد” تعلن إفشالها هجمات الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي