بغداد/المسلة الحدث: في خطوة أثارت العديد من التساؤلات والجدل في الوسط السياسي العراقي، تقرر نقل المباحثات العراقية الأمريكية بشأن إنهاء التواجد الأمريكي من بغداد إلى واشنطن. هذه الخطوة تثير العديد من الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذا القرار وتأثيره على مسار المفاوضات.
البيئة التفاوضية: بغداد مقابل واشنطن
من المعروف أن المفاوضات التي تُجرى على أرض الوطن تمنح المفاوض حرية أكبر في اتخاذ القرارات دون التعرض لضغوطات خارجية.
وفي بغداد، يكون المفاوض العراقي في بيئة مألوفة، محاطاً بدعم وطني وسياسي يمكن أن يعزز من موقفه التفاوضي. على النقيض، في واشنطن، قد يتعرض المفاوض لمغريات وضغوطات تهدف إلى تغيير مسار المفاوضات لصالح الطرف الأمريكي.
الشفافية والنزاهة
المفاوضات في بغداد تضمن مستوى أعلى من الشفافية والنزاهة، حيث يكون من الصعب تنفيذ أمور خلف الكواليس أو تقديم رشاوى للمفاوضين. في المقابل، وجود المفاوضين في واشنطن يفتح الباب أمام احتمالات تعرضهم لضغوطات غير معلنة أو محاولات للتأثير عليهم بطرق مختلفة.
وقد أعرب عضو ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، عن مخاوفه من أن نقل المفاوضات إلى واشنطن يهدف إلى تقديم مغريات للمفاوض العراقي لحرف مسار المفاوضات.
الأبعاد الاستراتيجية لنقل المفاوضات
يرى العديد من المحللين أن نقل المفاوضات إلى واشنطن يخدم أهدافاً أمريكية بعيدة المدى. فهو قد يكون نوعاً من المماطلة بشأن الانسحاب الأمريكي من العراق، حيث يمكن أن تستغل الولايات المتحدة الوقت والمكان لفرض شروط جديدة أو تعديل الخطط بما يتناسب مع مصالحها في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود المفاوضات في واشنطن يمنح اللوبيات والدول المعادية للعراق فرصة للتدخل والتأثير على مسار المفاوضات.
المفاوض العراقي والمغريات الأمريكية
تصريحات المطلبي تشير بوضوح إلى أن نقل المفاوضات إلى واشنطن مدروس أمريكياً لتخويف ومحاصرة أفكار المفاوض العراقي. الفكرة هنا هي أن المفاوض العراقي، بعيداً عن وطنه، قد يكون أكثر عرضة للتأثير بالمغريات التي تُعرض عليه، مما قد يؤدي إلى تقديم تنازلات غير مبررة أو تغييرات في المواقف التفاوضية.
وفي ضوء التحليلات، يصبح من الواضح أن نقل المفاوضات العراقية الأمريكية إلى واشنطن يحمل في طياته العديد من الأهداف المخفية التي قد لا تخدم مصلحة العراق.
والتمسك بمبدأ أن صاحب القضية يجب أن يفاوض المحتل في بلده وليس في بلد المحتل، يظل هو الخيار الأمثل لضمان تحقيق نتائج تفاوضية عادلة ومتوازنة.
وتوجه الدعوات الى الحكومة العراقية أن تعيد النظر في هذا القرار، وتعمل على ضمان بيئة تفاوضية تحقق مصالح الشعب العراقي بعيداً عن الضغوطات والمغريات الخارجية.
وتابع المطلبي ان، “الامريكان يجيدون ممارسة منح الرشى والاغراءات الكثيرة كما حصل مع المفاوضات العراقية مع الكويت”، لافتاً الى ان “عدم الكشف عن أسماء اللجان من قبل الحكومة العراقية غياب للشفافية واخفاء للحقائق”.
وأعلنت السفيرة الامريكية رومانسكي اليوم عن بدء المحادثات الامريكية العراقية في واشنطن من اجل انهاء التواجد الأمريكي في العراق، وسط تحذيرات سياسية عراقية من انحراف مسار تلك المفاوضات بسبب الضغوط الامريكية على الوفد العراقي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب يرد على منتقدي نفوذ ماسك: لم يولد في أميركا ولن يصبح رئيساً
حل الحشد: الحلم المستحيل أم ضغط دولي لا مفر منه؟
العثور على جثة قبطان سوري في سفينة بأحد موانئ العراق