بغداد/المسلة: دعت مجموعة شركات النفط العالمية العاملة في إقليم كردستان، “أبيكور”، إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق رسمي بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان لحل أزمة إغلاق أنبوب التصدير “جيهان”، الذي يمثل شرياناً حيوياً لصادرات النفط العراقية عبر تركيا. هذه الدعوة تأتي في وقت حرج يشهد فيه العراق تحديات اقتصادية وجيوسياسية، تؤثر بشكل كبير على قدرته على الاستفادة من موارده الطبيعية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
و أوضح المتحدث باسم مجموعة “أبيكور” أن إعادة فتح الأنبوب سيوفر إيرادات تقدر بحوالي مليار دولار شهرياً، وهو مبلغ ضخم يعكس حجم الخسائر التي تكبدها العراق وإقليم كردستان منذ إغلاق الأنبوب في مارس 2023. إغلاق الأنبوب تسبب في خسائر تجاوزت 20 مليار دولار، وهو ما دفع الشركات العاملة في قطاع النفط إلى الدعوة لعقد اجتماعات ثلاثية بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان والشركات لحل الأزمة.
ومن اللافت أن العراق يسعى للوصول إلى إنتاج 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027، وهو هدف يتطلب استقرار قطاع النفط والتوصل إلى حلول سريعة للأزمات المتعلقة بالبنية التحتية والتصدير. ويبدو أن تأخر استئناف الصادرات قد يؤثر سلباً على هذا الطموح، خاصة أن العراق يطمح إلى استخدام هذه العائدات في تحديث اقتصاده ومكافحة الفساد.
الضغط الدولي: دور الولايات المتحدة
في هذا السياق، أشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى ضرورة إعادة فتح أنبوب “جيهان” لتعزيز الاستثمار الأجنبي في العراق.
تأتي هذه الجهود ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، حيث تناقش الطرفان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العديد من القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي. وأشار بلينكن إلى أهمية دعم العراق في جهوده لتحقيق اكتفائه الذاتي في إنتاج الطاقة بحلول عام 2030، وهو هدف يواجه تحديات كبيرة منها الاعتماد المستمر على استيراد الغاز من إيران.
و رغم تأكيد الحكومة التركية أن أنبوب “جيهان” صالح للعمل، إلا أن العراق وتركيا لم يتوصلا حتى الآن إلى اتفاق نهائي بشأن استئناف الصادرات.
وهذا التأخير يعكس وجود تعقيدات سياسية أكثر من كونها فنية. إغلاق الأنبوب جاء نتيجة نزاعات بين بغداد وأربيل، إلى جانب تأثيرات العلاقات مع تركيا. الشركات العاملة في القطاع النفطي تؤكد أنه لا توجد معوقات فنية تحول دون استئناف التصدير، ما يعني أن الحل يكمن في تسوية سياسية تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف.
من جانب آخر، أشار رئيس الوزراء العراقي في تصريحات صحفية لقناة “بلومبيرغ” إلى إمكانية استئناف التصدير بحلول نهاية العام الحالي، وهو تصريح يعكس تفاؤلاً مشروطاً بإمكانية التوصل إلى صيغة تفاهم بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
تحديات داخلية تضغط على الاقتصاد: تقلبات أسعار النفط وارتفاع تكاليف الإنتاج
قائد الإدارة الجديدة في سوريا التقى فاروق الشرع ودعاه لحوار وطني
هل ستبقى سوريا موحدة؟