المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الوعي الغائب: العراق أمام تحدي 1.5 كغم لكل فرد من النفايات يوميًا

الوعي الغائب: العراق أمام تحدي 1.5 كغم لكل فرد من النفايات يوميًا

16 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: أصبح معدل كمية النفايات المتولدة لكل فرد عراقي مصدر قلق بيئي متزايد، حيث بلغ نحو 1.5 كغم يوميًا في عام 2020، بزيادة بلغت 25% عن عام 2017.

و الزيادة تأتي في ظل نقص حاد في الوعي البيئي لدى المواطنين، حيث يتكرر رمي النفايات في الأنهار والشوارع، ويُهمل العديد في تجميل المدن وزراعتها. كما أن حرق أكوام النفايات على هوامش المدن يعتبر الطريقة البدائية الوحيدة للتخلص منها، مما يفاقم مشاكل التلوث.

وبحسب الإحصاءات، بلغ مجموع النفايات التي تم توليدها في العراق خلال عام 2020 نحو 11 ألفا و495 طنا من النفايات الاعتيادية. وفي الوقت الذي أُنشئت فيه معملان لفرز وتدوير النفايات، إلا أن أكثر من 80% من مواقع طمر النفايات لا تحصل على موافقات بيئية، مما يجعل هذا الملف أزمة مستدامة في مواجهة التحديات البيئية.

ويروي المواطن حسن العزاوي من بغداد، وهو رب أسرة يعيش في ضواحي المدينة، تجربته قائلاً: “لم يعد بالإمكان التنفس بشكل طبيعي. الدخان المنبعث من حرق النفايات بالقرب من بيتي يؤثر على صحة أطفالي. لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا بإنشاء مكبات صحية بديلة، لكن لا أحد يهتم. كل يوم نعيش وسط هذا الدخان السام.”

من جهة أخرى، تشكو نور حسين، التي تعمل في متجر صغير وسط البصرة، من أن أصحاب المتاجر المجاورة لا يتبعون أي قواعد لإدارة النفايات. تقول: “أصبحنا محاطين بأكوام من العلب الفارغة والنفايات. الجميع يلقي بمخلفاته في الشارع دون اهتمام. نحتاج إلى توعية حقيقية وفرض قوانين صارمة لحماية بيئتنا وصحتنا.”

و النقص في البنية التحتية الخاصة بالنفايات الصلبة وغياب التخطيط البيئي يبرز الحاجة إلى تدخلات عاجلة لتطوير مواقع طمر صحية والتوقف عن الحرق العشوائي.

وقال عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية،، حيدر شيخان ان اللجنة لديها عدة مقترحات بشأن إدارة قطاع النفايات، وتتضمن تطوير برامج إدارة النفايات والاقتصاد الدوار لتعزيز الابتكار والتدريب، والبحث والتطوير والاستثمار، والعمل على إنشاء مواقع معالجة وطمر النفايات الخطرة وزيادة فرص الاستثمار وإيجاد عائد اقتصادي منها”.

وأشار الى ان “اللجنة اقترحت توضع خارطة طريق مشتركة بين القطاعين العام والخاص للحد من استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على المستويين المنزلي والتجاري،

وأكد على، “ضرورة تطوير دراسة أساسية وخارطة طريق للانتقال نحو الوظائف الخضراء في قطاع النفايات، ووضع وتنفيذ سياسة وأنظمة وطنية لإدارة نفايات البناء والهدم، وتصميم وتنفيذ حملات توعية وطنية حول إدارة النفايات”.

وأوضح شيخان، أن “عدد مؤسسات الخدمة البلدية في العراق ارتفع عام 2020 ليصل إلى (256) مؤسسة، مقارنة بخط الأساس عام 2017 الذي بلغ فيه عدد المؤسسات (251)، وبذلك فقد بلغت النسبة المئوية للمخدومين بجمع النفايات البلدية (61.9 %) و(64.6 %) في المناطق الريفية، و(87.7 %) و(89.9 %) في المناطق الحضرية للسنوات (2017) و (2020) على التوالي”.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author