بغداد/المسلة: بعد عقدٍ من الزمن على استقالته من منصبه كرئيس للبرلمان العراقي، يعود محمود المشهداني إلى الساحة التشريعية بقوة، حيث يمثل واحداً من أبرز الشخصيات السنية القريبة من تحالف “الإطار التنسيقي”. هذا التحالف الذي لعب دوراً محورياً في دعمه، لم يكن مجرد داعم بل ركن أساسي في عودته، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى رغبة الأطراف المؤثرة في رسم مشهد برلماني يتماشى مع توجهات محددة.
واختيار المشهداني مجدداً لرئاسة البرلمان خلفاً لمحمد الحلبوسي، جاء بدعم تحالف “عزم” الذي يتزعمه مثنى السامرائي، الحليف المقرّب من قوى “الإطار التنسيقي”.
هذا التحالف سعى إلى تقديم المشهداني باعتباره ممثلاً حقيقياً للمكون السني، ليُثبت بذلك أن المنصب هو من حصة “التيار السني” وليست حكراً على تيار سياسي بعينه.
وقد تفوق المشهداني على منافسه سالم العيساوي بأغلبية ساحقة تجاوزت 180 صوتاً، في ما وُصف بأنه دعم من قادة كبار، من بينهم المالكي والحلبوسي، إلى جانب قيادات سنية أخرى.
يرى محللون أن المشهداني لن يحتفظ بالمنصب لأكثر من عام، حيث تتزايد التوقعات بأن فترة رئاسته ستكون قصيرة نسبياً وتهدف إلى تمرير القوانين التي يرغب داعموه بإقرارها، والتي تشمل قوانين مثيرة للجدل كقانون المحكمة الاتحادية، وقضايا شائكة مثل إعادة نازحي جرف الصخر.
الأوساط السياسية اغتبطت بانتخاب المشهداني، حيث انهالت التهاني من مختلف القيادات، مما يوضح دلالة سياسية على دعم كبير لصعوده.
في هذا السياق، يُعتقد أن عودة المشهداني للرئاسة لم تكن عشوائية، بل تمثل خطوة استراتيجية تحظى بتأييد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي لم يتخلَّ عن دعم المشهداني طيلة السنوات الثلاث الماضية.
بجانب ذلك، يواجه المشهداني تحديات عديدة أبرزها التعاون مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أعلن بدوره التزامه ببرنامج حكومته بالتنسيق مع البرلمان الجديد.
تاريخ
في عام 2006، حقق المشهداني فوزاً برلمانياً ليتولى بعدها رئاسة البرلمان بدعم القوى السنية، ليصبح بذلك رئيساً للاتحاد البرلماني العربي عام 2008. إلا أن فترة رئاسته لم تخلُ من التوترات، إذ اضطر للاستقالة بعد تهديدات متواصلة بإقالته، على خلفية مشادات كلامية مع نواب من الكتل الشيعية والكردية، حيث جمعت الكتل تواقيع 150 نائباً لإقالته. حدث الاستقالة هذا كان مفصلاً، حيث وصفه البعض بمثابة “الإبعاد السياسي” عن المناصب المؤثرة، بينما رأى آخرون أن ما حدث هو نتيجة خلافات أعمق حول إدارة البرلمان.
في انتخابات 2022، ظهر المشهداني مجدداً كرئيس أولى جلسات المجلس باعتباره الأكبر سناً. هذا المشهد لم يخلُ من الدراما، حيث نُقل إلى المستشفى إثر مشاجرات عنيفة بين نواب التيار الصدري والإطار التنسيقي، وسط نزاع حول الكتلة الكبرى. كانت تلك الجلسة واحدة من أكثر اللحظات توتراً، حيث حاول كل طرف إثبات أحقيته بتقديم مرشح لرئاسة الحكومة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
المتغير السوري يعيد ترتيب الأولويات: “صمت مؤقت” إزاء الوجود الأميركي بالعراق
المعركة تحتدم بين حلفاء تركيا من السنة العرب والأكراد: هل تتدخل لنزع الفتيل؟
اتفاق سوري شامل: حل جميع الفصائل ودمجها في وزارة الدفاع