بغداد/المسلة: كشف فريق أثري مشترك من جامعة دورهام البريطانية عن موقع معركة القادسية الشهيرة، وذلك باستخدام صور أقمار صناعية تجسسية أميركية قديمة رفعت عنها السرية. نُشرت نتائج البحث في مجلة “Antiquity” العلمية، مشيرة إلى أن الموقع يقع حوالي 30 كيلومترًا جنوب الكوفة في محافظة النجف، وهي منطقة صحراوية تتخللها قطع متناثرة من الأراضي الزراعية.
دارت معركة القادسية في القرن السابع الميلادي بين الجيوش العربية الإسلامية والجيش الفارسي الساساني، حيث تمكّن المسلمون من تحقيق نصر حاسم أدّى إلى استمرار توسعهم نحو بلاد فارس. ويعتقد الباحثون أن هذا الموقع المكتشف يتميز بخصائص تشبه إلى حد كبير الوصف التاريخي لموقع المعركة، حيث عُثر على خندق عميق وحصنين ونهرا قديمًا كانت القوات الفارسية تعبره مع الفيلة.
أوضح وليام ديدمان، عالم الآثار في جامعة دورهام، أن صور الأقمار الاصطناعية المستخدمة تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي، حينما كانت هذه المنطقة أقل عرضة للتغيرات الزراعية والحضرية، مما أتاح رصد سمات ميدانية لم تعد مرئية اليوم. وتعدّ هذه الصور أدوات مفيدة لعلماء الآثار في الشرق الأوسط، حيث تسمح لهم برؤية تفاصيل تاريخية اختفت في الصور الحديثة.
من جهته، أشار جعفر الجوثري، أستاذ الآثار في جامعة القادسية، إلى أن فريق البحث عثر أيضًا على شظايا فخارية تعود للفترة التي دارت فيها المعركة، مما يعزز احتمال صحة الموقع. وقال الجوثري إن العناصر المكتشفة، بما في ذلك الخندق القديم والنهر المهجور، تتطابق مع الروايات التاريخية للمعركة، مشيرًا إلى أهمية هذا الاكتشاف في إلقاء الضوء على حقبة حاسمة في تاريخ المنطقة.
هذا الاكتشاف يثير اهتمامًا واسعًا بين المؤرخين وعلماء الآثار، إذ يعزز فهمنا للتراث الإسلامي ويتيح فرصة لإعادة دراسة أحداث تاريخية شكلت هوية المنطقة، وسط توقعات بأن يكشف هذا الموقع عن مزيد من الآثار والتحف التي تعكس واقع المعركة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر