بغداد/المسلة:
رضا الحكيم
يمثّل تيار الحكمة الوطني دورًا مهمًّا في تيار شهيد المحراب من خلال تأثيره واتساعه على كافة المستويات، حيث استطاعت الحكمة أن تحافظ على نهج السيد الشهيد (قده)، ولكن بلغة جديدة تواكب العصر ويفهمها أبناء الجيل الجديد، وهذا ما عرّضها للتهم بالتخلّي عن مبادئ هذا الخط.
يعتمد خطاب تيار الحكمة على ظروف المرحلة وما تستوجبه؛ فبعض الحقب الزمنية تحتاج إلى احتواء ومرونة في التعامل لتحقيق الأهداف المرجوة، وأحيانًا تحتاج إلى صلابة وموقف حادّ وصريح من دون مجاملة، حتى يبقى النسيج العام متماسكًا. وإذا عدنا إلى خطاب شهيد المحراب (قده)، سنلاحظ أنه تطوّر بشكل آخر عند دخوله العراق، عمّا كان عليه في أيام المعارضة خارج الحدود؛ ذلك لأن لكل حقبة خطابًا، ولكل جيلٍ بيانًا.
بالتأكيد، المبدأ ثابت ولا يتغير، ولكن طريقة إيصال مضامينه تختلف من فترة إلى أخرى، حيث قالت العرب: (ما قيمة الناس إلّا في مبادئهم، لا المال يبقى، ولا الألقاب، والرُّتب).
وبهذا الصدد، عندما نراجع التاريخ، وبعيدًا عن التشبيه، نلاحظ أن مواقف أهل البيت (ع) لم تكن واحدة؛ فالإمام الحسن (ع) وقّع وثيقة صلح مع معاوية، والإمام الحسين (ع) قاتل ابنه يزيد، فيما كان أمير المؤمنين (ع) يرتدي أبخس الملابس، ولكن الإمام الصادق (ع) أجودها.
فهل هنالك اختلاف بين ثوابت ومبادئ كل إمام؟ كل ما في الأمر أن الخطاب يتغير بتغير الأعراف والمجتمعات، اما المبادئ فتبقى ثابتة ومترسخة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
شهادات مزورة وتمويلات احتيالية: تفاصيل قضية محامي جنود العراق
مسؤول أمريكي يتحدث عن “مخاطر” بما حدث في سوريا
الحرس الثوري: لا وجود عسكريا لإيران في سوريا بعد الأسد