المسلة

المسلة الحدث كما حدث

زعامات عراقية تبعث رسائل تطمين: عراق 2024 ليس كعراق 2014

زعامات عراقية تبعث رسائل تطمين: عراق 2024 ليس كعراق 2014

7 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: العراق يعيش حالة من الترقب والقلق إزاء التطورات المتسارعة في سوريا، حيث تلقي الأحداث هناك بظلالها على الأمن والاستقرار الإقليمي. مع تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة في سوريا، تبرز المخاوف من انعكاسات مباشرة على الداخل العراقي، خاصة في ظل التجارب السابقة التي أظهرت كيف يمكن للتوترات الإقليمية أن تمتد إلى الحدود العراقية.

وسط هذه الأجواء، جاءت رسائل التطمين من القيادات العراقية لتؤكد على أهمية تعزيز الاستقرار الداخلي وتحصين الجبهة الوطنية من أي تداعيات خارجية.

دعوات متكررة صدرت للحذر والاستعداد لأي طارئ، مع التأكيد على أن العراق اليوم يمتلك من الوعي الأمني والمجتمعي ما يؤهله للتعامل مع أي أزمات محتملة.

في سياق متصل، تعمل الحكومة على تكثيف الجهود لتأمين الحدود مع سوريا، مع تطمينات بأن الوضع تحت السيطرة وأن هناك خططًا محكمة للتعامل مع أي تصعيد قد يطرأ. ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بين المواطنين، الذين يتذكرون أحداث السنوات الماضية وما حملته من تهديدات لأمنهم واستقرارهم.

و شهدت التصريحات الأخيرة لرئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية بالعراق، حيث سلط الضوء على التداعيات المحتملة للأحداث في سوريا على الأمن العراقي والمنطقة بأسرها. وأكد الحكيم أهمية الحفاظ على الاستقرار ووحدة الصف الوطني، محذرًا من تكرار تجربة 2014، حين كان العراق في مواجهة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية.

“عراق 2024 ليس كعراق 2014″، يقول الحكيم، مشيرًا إلى الفارق في الوعي المجتمعي والجهوزية الأمنية والسياسية.

هذه العبارة كانت محط نقاش واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. إحدى التغريدات على منصة إكس ذكرت: “تصريحات واقعية، لكن هل الجهوزية الأمنية كافية لتجنب كوارث جديدة؟”. وفي تعليق على فيسبوك، قالت مواطنة من البصرة: “الحذر وحده لا يكفي، يجب تحصين الحدود بشكل أكبر ومنع التدخلات الخارجية”.

تتزامن هذه التصريحات مع تطورات ميدانية في سوريا، حيث تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة، مما أثار قلقًا بشأن امتداد تلك التوترات إلى الأراضي العراقية.

ووفق معلومات وردت من مصادر سياسية، فإن الحكومة العراقية في حالة ترقب حذر، وتعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود السورية. وأكد المتحدث باسم الحكومة أن “ما يحصل في سوريا معقد وأمنها القومي يؤثر بشكل مباشر على العراق”.

تحليلات متداولة تفيد بأن المنطقة تشهد إعادة رسم لخارطة النفوذ، مع تحول في توصيف الجماعات المسلحة بدلاً من اعتبارها إرهابية، وهو تغيير وصفه أحد الباحثين بأنه “تكتيك دولي للتعامل مع الواقع الجديد في الشرق الأوسط”. هذه التحولات، بحسب مصادر أخرى، قد تحمل رسائل خطيرة للعراق، حيث يتوجب الاستعداد لأي سيناريو قد يعيد تجربة دخول تنظيمات مسلحة إلى البلاد.

وفي قصة افتراضية تعكس ما قد يحدث، تحدث مواطن من الموصل يُدعى أحمد الجبوري عن مخاوفه من أن يكون العراق مجددًا ساحة مفتوحة للتوترات. يقول أحمد: “في 2014، كانت حياتنا عادية قبل أن نجد أنفسنا بين ليلة وضحاها محاصرين بين داعش والقوات الأمنية. لا أريد أن أعيش هذا الكابوس مرة أخرى”.

وأضاف: “الحكومة يجب أن تمنع أي تسلل أو تدخل من الفصائل العراقية في الشأن السوري. كل ما نريده هو الاستقرار”.

وفي إطار النقاش، قالت تغريدة متداولة: “الحذر مهم..  لا نريد تكرار الفوضى”. بينما اعتبر آخرون أن الأحداث الجارية في سوريا هي جزء من “خطة مدبرة لتغيير التوازن في النفوذ بالمنطقة”، وفق ما جاء في تدوينة لأحد الناشطين.

وأفاد أحد المحللين العسكريين بأن “الدروس المستفادة من الماضي يجب أن تكون واضحة، وأهمها ضرورة تعزيز التنسيق بين القوات الأمنية وتحديث خطط الطوارئ بشكل يضمن حماية العراق من أي تهديد خارجي”. وأضاف أن الحكومة بحاجة إلى موقف موحد، بعيدًا عن التأثيرات الإقليمية التي قد تعرقل تحقيق استقرار داخلي.

إن الواقع الحالي يتطلب من العراق التزامًا واضحًا بعدم الانجرار إلى أي صراع خارجي، والعمل على تأمين حدوده بالكامل. أما على الصعيد الشعبي، فهناك انقسام في الآراء حول إمكانية الابتعاد عن تأثيرات الأحداث السورية.

يقول أحد التعليقات على فيسبوك: “الوقوف بعيدًا عن أحداث سوريا هو الأفضل، لكن هل يمكن تحقيق ذلك ونحن نعيش في منطقة مشتعلة؟”.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author