بغداد/المسلة: السقوط المدوي للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أثار عاصفة من التحليلات والتوقعات حول مستقبل سوريا والمنطقة.
الصحف والمواقع الإخبارية العالمية لم تتوانَ عن تسليط الضوء على هذا الحدث الذي وصفته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بأنه “تسارع مذهل في التاريخ”، مشيرة إلى أن الهجوم الخاطف الذي أسقط الأسد لم يتجاوز 12 يوماً.
الصحيفة دعت إلى تفادي السيناريو العراقي، حيث تسببت الإطاحة بصدام حسين في فوضى عارمة.
في سياق مشابه، سخرت صحيفة “لوموند” من إرث الأسد، واصفة إياه بالطاغية الذي وصل إلى السلطة صدفةً إثر وفاة شقيقه الأكبر. الصحيفة أشارت إلى أن الأسد ترك وراءه سوريا مدمرة، وهو الذي قضى ربع قرن في سحق البلاد وشعبها.
أما على الجانب الأميركي، فقد اعتبرت “أكسيوس” الحدث تطوراً مذهلاً وزلزالاً سياسياً، من شأنه أن يعيد تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية.
سقوط الأسد يهدد مصالح حلفائه، إيران وروسيا وحزب الله، الذين لطالما سعوا إلى إبقاء قبضته على سوريا.
الكاتب كيلي كاسيس رأى أن ما يحدث الآن سيعيد رسم خارطة الشرق الأوسط بأكملها، مشيراً إلى أن تداعيات هذا السقوط ستتجاوز الحدود السورية لتؤثر على المنطقة برمتها.
صحيفة “نيويورك تايمز” ركزت على أبعاد الصراع الإقليمي، مشيرة إلى أن سقوط الأسد يشعل تنافساً بين القوى الكبرى في المنطقة
. إسرائيل وتركيا تراقب تطورات الأوضاع عن كثب، حيث تتباين مصالحها وأهدافها. بينما ترى تركيا في التغيير فرصة لإعادة اللاجئين السوريين، وتعزيز دورها الإقليمي.
في تحليل لملامح المستقبل، أشارت الصحيفة إلى أن روسيا تواجه معضلة استراتيجية في سوريا، حيث تبدو غير قادرة على الاستمرار بالنهج نفسه. في الوقت نفسه، أقدمت طهران على سحب قادتها العسكريين، ما يشير إلى إدراكها بأن خسارتها في سوريا حتمية.
واشنطن بدورها لم تكن بمنأى عن الأزمة، إذ أظهرت سياستها تجاه سوريا على مدار السنوات الماضية تخبطاً واضحاً. الصحيفة نقلت عن مسؤولين ومحللين أن واشنطن لا تزال تبحث عن استراتيجيتها في هذا الملف، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة.
المشهد السوري بعد سقوط الأسد يُظهر تحديات كبيرة، لكنه يحمل أيضاً آمالاً بتحول سياسي يعيد الاستقرار إلى بلد أنهكته الحروب. الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى تأمين مصالحها، وسط تحذيرات من أن التدخلات المتعددة قد تعيد إنتاج الأزمة بدل حلها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
بغداد ولندن:ترحيل المهاجرين العراقيين والاستثمار والأمن
كيف ساهمت إسرائيل في اغتيال sليما.ني و المhندس
السويد تتهم قوى أجنبية بتجنيد أطفال لشن هجمات داخل البلاد