بغداد/المسلة: التصعيد الأمني الذي تشهده المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد يضع العراق أمام تحديات أمنية غير مسبوقة، خصوصاً مع احتمال تصاعد التهديدات الإرهابية القادمة من الجبهات الغربية.
وقالت تغريدة على منصة “إكس”،: “العراق يقف الآن أمام اختبار حقيقي للحفاظ على حدوده الغربية من أي اختراق إرهابي محتمل، خصوصاً بعد تفكك المنظومات الأمنية في سوريا”.
وفقاً لتحليلات أمنية، فإن فلول تنظيم داعش قد تستغل هذه التطورات لإعادة تنظيم صفوفها، مما يتطلب تعزيز التعاون بين العراق والتحالف الدولي.
وأفاد مصدر أمني مطلع أن “القوات العراقية تعمل حالياً على مراقبة المناطق الحدودية عبر تقنيات استطلاع متطورة، وبدعم مباشر من التحالف الدولي الذي يزود الجيش العراقي بمعدات دقيقة”.
ذكرت مواطنة من مدينة القائم في حديث لمنصة محلية أن سكان المناطق الحدودية يعيشون حالة ترقب حذرة، مشيرة إلى أن “الوضع هنا حساس للغاية، ونشاهد دوريات مكثفة للجيش العراقي قرب الحدود”.
تصريحات رئيس ائتلاف قوى ادارة الدولة ورئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم جاءت لتسليط الضوء على أهمية اليقظة الأمنية. في بيان رسمي بمناسبة ذكرى يوم النصر على داعش، اذ أكد الحكيم على أن “الحفاظ على المنجزات يتطلب تعزيز أمن الحدود وتفعيل اللحمة الوطنية”. وتابع قائلاً: “ندعو الجميع للالتفاف حول قواتنا الباسلة، فهي تمثل سور الوطن المنيع”.
مقارنةً بخطابات سياسية أخرى دعت إلى تدخل عسكري في سوريا لصالح النظام السابق، يُنظر إلى الحكيم كصوت عقلاني يرفض توريط العراق في نزاعات خارجية.
وقال تحليل منشور في صحيفة دولية إن “نهج العراق الواقعي في هذه المرحلة يؤكد التزامه بحماية أمنه الداخلي بعيداً عن مغامرات قد تكلفه الكثير”.
من جانب آخر، تحدث الباحث الاجتماعي عبد الرحمن الطائي من بغداد عن أهمية دعم اللحمة الوطنية في هذه المرحلة. وأكد أن “التحديات الأمنية غالباً ما تكون مدخلاً لتفكيك النسيج المجتمعي إذا لم تتضافر الجهود لدعم الوحدة الداخلية”.
على المستوى الميداني، يواصل العراق مطاردة فلول داعش، حيث نفذت الأجهزة الأمنية سلسلة عمليات ناجحة استناداً إلى قانون مكافحة الإرهاب لعام 2005. وقال مصدر عسكري من قيادة العمليات المشتركة إن “العمليات الأخيرة في الأنبار ونينوى أسفرت عن اعتقال عدة عناصر إرهابية خطيرة”.
ورغم تصاعد المخاطر، فإن العلاقة بين العراق والتحالف الدولي تمثل نقطة قوة استراتيجية. تغريدة أخرى على “إكس” أشادت بالدور الاستخباري المشترك، مؤكدة أن “التنسيق بين العراق والتحالف يضمن سرعة الاستجابة لأي تهديد إرهابي”.
تحليلات استباقية أشارت إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولاً نوعياً في طريقة التعامل مع التحديات الأمنية، خاصة مع استمرار حاجة العراق لتعزيز قدراته الدفاعية. وقال مصدر سياسي : “العراق يركز حالياً على بناء جيش قوي ومجهز بأحدث التقنيات، ما سيجعله قادراً على مواجهة التهديدات بمفرده في المستقبل”.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن العراق يدرك تماماً أن الحفاظ على أمنه الداخلي يبدأ من تعزيز استقراره الحدودي، مستفيداً من شراكته مع التحالف الدولي وتوحيد صفوفه الداخلية لمواجهة أي تحديات قادمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
بين طلال الخالد و فاسدي العراق.. عدالة غائبة وتناقضات صارخة
موسيقى الفن في شوارع بغداد: خطة لصيانة النصب واللوحات التشكيلية
بغداد ولندن:ترحيل المهاجرين العراقيين والاستثمار والأمن