بغداد/المسلة: الصحافة الإيرانية تفتح النقاش حول تداعيات تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، مشيرة إلى التحولات الجوهرية التي طرأت على الدعم الذي كان يقدمه حلفاء دمشق التقليديون. بالرغم من أن إيران وروسيا لعبتا أدوارًا حاسمة في دعم حكومة بشار الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، إلا أن السؤال الذي يثار اليوم في الأوساط الإعلامية والسياسية الإيرانية هو: لماذا لم يتحرك حلفاء الأسد لمنع تدهور الأوضاع هذه المرة؟.
أخطاء الماضي وأزمات الحكم
محمد قاسم محب علي، الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، أشار في تصريحات صحفية إلى أن حكومة الأسد كانت تعاني منذ سنوات من أزمات هيكلية. وصفها بأنها “حكومة أقلية” تعتمد على حزب البعث الذي ارتبط بطائفة علوية تسيطر على غالبية سنية. ورغم انتهاء الحرب مع داعش منذ 2017، لم تستغل الحكومة وحلفاؤها فرصة تحقيق مصالحة سياسية مع المعارضة، ما عمّق الأزمة.
وأضاف أن المعارضة طورت استراتيجياتها في المواجهات الأخيرة، حيث باتت تعتمد على تكتيكات أكثر انضباطًا وابتعدت عن الممارسات التي كانت تثير الفزع في السابق، مثل المجازر العشوائية.
أسباب غياب الدعم الإيراني والروسي
يشير محللون إلى أن تغير الظروف الإقليمية والدولية لعب دورًا رئيسيًا في غياب الدعم المعتاد. روسيا، المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، تبدو غير مستعدة لتوسيع تدخلاتها في الشرق الأوسط، في ظل تدخلات إسرائيلية وأمريكية متزايدة. في المقابل، تعاني إيران من قيود جغرافية في نقل قواتها عبر العراق، وسط ممانعة بغداد، فضلاً عن تحديات داخلية اقتصادية بسبب العقوبات.
تراجع العمق الاستراتيجي لإيران؟
يرى محب علي أن “السياسات الإقليمية الإيرانية مكلفة اقتصاديًا”، وأن إيران بحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجياتها بما يتناسب مع قدراتها الاقتصادية المتراجعة. الوضع الاقتصادي الضعيف، نتيجة العقوبات، يعوق طهران عن تحمل تكاليف سياساتها الإقليمية السابقة. ويؤكد على ضرورة مراجعة الأولويات لتجنب استنزاف الموارد قبل الوصول إلى تفاهمات سياسية مستدامة.
خاتمة
التقارير الصحفية والتحليلات الإيرانية تُظهر بوضوح أن تغيّر الموازين في سوريا يعكس أزمة أعمق في الاستراتيجية الإيرانية. ما بين تراجع النفوذ وتفاقم الأعباء الاقتصادية، يبرز تساؤل ملحّ حول قدرة طهران على الحفاظ على دورها الإقليمي دون أن تدفع أثمانًا باهظة قد تفوق طاقتها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
صراع العروش في بغداد: مخاوف من عدم تجاوز الخلافات
حقا .. من انتصر؟
الاعلام والاتصالات تدعو الى التفاعل مع مبادرة ريادة الخاصة بالشباب وتشجيع المواطنين على تسليم اسلحتهم