بغداد/المسلة: بينما تتسارع وتيرة الصراع في سوريا، تتجه الأنظار نحو سد تشرين الواقع شرقي البلاد، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة مائية عابرة للحدود. تصدعات خطيرة ظهرت في جدار السد إثر استهدافات متكررة، لتدق ناقوس الخطر بالنسبة للعراق الذي يعتمد بشكل حيوي على مياه الفرات.
قلق متصاعد وتحذيرات دولية
أكد الخبير المائي العراقي ميثم محمد أن “العراق يتابع بقلق بالغ التطورات المتعلقة بسد تشرين، بعد ورود تقارير من خبراء سوريين تفيد بحدوث تشققات كبيرة في جدار السد”. وأضاف أن الطاقة التخزينية للسد البالغة 1.9 مليار متر مكعب من المياه تجعل أي انهيار محتمل كارثة مدمرة.
وأشار محمد إلى أن انهيار السد قد يؤدي إلى تكوين ثلاث موجات مائية مدمرة. الأولى بارتفاع 7 أمتار يمكن أن تضرب مسافة تصل إلى 150 كيلومتراً، والثانية بارتفاع 5 أمتار تمتد حتى 400 كيلومتر. أما الموجة الثالثة، بارتفاع 3 أمتار، فستصل إلى العراق لترفع منسوب نهر الفرات بشكل يهدد المدن الواقعة على ضفافه في محافظة الأنبار.
الاشتباكات تعمّق الأزمة
يتزامن هذا الخطر مع تصعيد عسكري في ريف منبج، حيث تدور اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل المعارضة المسلحة. هذه المعارك تضع سد تشرين في مرمى القصف، ما أدى إلى أضرار وصفتها مجموعة الخبراء السوريين المستقلين بأنها “جسيمة”. وحذروا من أن استمرار هذه الأوضاع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى انهيار السد بالكامل.
كارثة تهدد العراق
إدارة سد تشرين وجهت رسالة مباشرة إلى الحكومة العراقية تحذر فيها من أن “القصف المستمر يضع السد على حافة الانهيار”. وشددت على أن انهياره لن يقتصر على تهديد سوريا، بل سيتسبب بكارثة إنسانية ومائية تمتد إلى العراق.
سد تشرين.. منشأة حيوية في قلب الخطر
سد تشرين، الذي يبلغ ارتفاعه 25 متراً وطوله 900 متر، يقع جنوب شرق منبج على بعد 30 كيلومتراً. يُعد هذا السد واحداً من المنشآت الرئيسية في المنطقة، إذ يلعب دوراً مهماً في تنظيم مياه نهر الفرات وإنتاج الطاقة.
مع استمرار القصف والاشتباكات، تتزايد المطالب بضرورة تدخل دولي عاجل لحماية هذا السد ومنع وقوع كارثة وشيكة. بالنسبة للعراق، فإن انهيار سد تشرين لا يعني فقط ارتفاع منسوب المياه، بل يهدد الاستقرار البيئي والإنساني على امتداد نهر الفرات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
وزراء باقون رغم الأداء المتراجع.. من يدفع ثمن الجمود السياسي؟
الجيش الأميركي ينفذ ضربات على صنعاء وأنصار الله يعتبرون الحرب مفتوحة
ايران تحذر من المساس بالمراقد الشيعية المقدسة في سوريا