المسلة

المسلة الحدث كما حدث

منظور مستقبلي: من سيسيطر على حقول النفط بعد الأسد؟

منظور مستقبلي: من سيسيطر على حقول النفط بعد الأسد؟

9 يناير، 2025

بغداد/المسلة: بعد اندلاع الأزمة السورية، باتت مسألة النفط في البلاد أكثر من مجرد قضية اقتصادية، إذ تحولت إلى محور رئيسي للصراع الجيوسياسي بين القوى الإقليمية والدولية، ما أضاف تعقيدًا جديدًا للصراع الدموي المستمر. فمنذ أن فقد النظام السوري السابق السيطرة على العديد من حقول النفط في شرق البلاد، أصبحت تلك الحقول مركزًا لتنافس معقد بين اللاعبين المحليين والدوليين.

تعتبر المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وبالتحديد محافظات دير الزور والحسكة، من أغنى المناطق السورية بالموارد النفطية.

هذه الحقائق تؤكد أن الصراع على السيطرة على آبار النفط لم يكن مجرد رغبة في الثروات الباطنية، بل أصبح عنصراً أساسياً في الحرب على النفوذ في المنطقة.

على مدار السنوات الماضية، استطاع الأكراد عبر قوات سوريا الديمقراطية أن يحققوا تقدمًا كبيرًا في السيطرة على هذه الحقول، مما جعلهم في موقع قوة استراتيجي، ليس فقط داخل سوريا بل في خضم التنافس الإقليمي والدولي.

ومن الجدير بالذكر أن تقديرات التقارير تشير إلى أن الأكراد يسيطرون حاليًا على نحو 70% من إجمالي الحقول النفطية السورية.

الأهمية الاستراتيجية لهذه المناطق جعلت الولايات المتحدة تتحرك بشكل تدريجي لتعزيز وجودها العسكري هناك، في مسعى لضمان بقاء نفوذها في سوريا على الرغم من تراجع دورها العسكري في أماكن أخرى من المنطقة.

في عام 2019، أكدت تصريحات مسؤولين أمريكيين أن أحد الأهداف الرئيسة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا هو “تأمين النفط” من أجل منع وصوله إلى أي جهة أخرى.

في الوقت نفسه، لم يكن الدور الروسي أقل تأثيرًا في هذه المعادلة. بعد أن أبرمت موسكو اتفاقًا مع النظام السوري السابق في عام 2018 للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية السورية، أصبحت روسيا لاعبًا أساسيًا في معادلة الطاقة السورية، لا سيما مع قيامها بتوسيع وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط.

إلى جانب الأكراد والقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، يبقى لتركيا دور محوري في هذا الصراع. فقد أثارت سياسات تركيا إزاء الأكراد في سوريا الكثير من الجدل، خصوصًا بعد دعم أنقرة للمجموعات المعارضة للنظام السوري، وتحديدًا “هيئة تحرير الشام”. وعلى الرغم من معارضتها الحادة لقوات سوريا الديمقراطية، تسعى تركيا إلى فرض نفوذها على المناطق الغنية بالنفط في الشمال السوري، مما يعكس رغبتها في تعزيز دورها الإقليمي وتأكيد قوتها في مواجهة الأكراد.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author