المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الأغلبية بمنأى عن النزاع الجاري

15 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة:

حيدر الموسوي

يتشارك اغلبية الشعب على مختلف مشاربهم وانتمائهم بنفس المطالب والأفكار فلا يختلف اثنان عن طلب الكهرباء والصحة وتوفير الخدمات العامة والاساسية لديمومة واستمرار الحياة بطريقة غير منهكة ومتعبة
ولا احد يفضل ان يعيش حياة قاسية بلا مأوى او عمل او دخل جيد.

الأغلبية شاركت ما بعد التغيير في بناء البلد واعطت الدماء والتضحيات من خلال المشاركة الفاعلة في كل الدورات الانتخابية والتصويت على الدستور ورفض قانون إدارة الدولة الانتقالي الذي وقتها اعرض عليه المرجع السيستاني.

هذه الأغلبية كانت تنتظر إدارة حكم ارد لها جزء بسيط من معاناتها ايان ظلم الدكتاتورية السابقة والإرهاب الدامي لسنوات ما بعد التغيير، وكان لتلك الأغلبية مواقف في محاربة الإرهاب من خلال مشاركة أبنائها وتلبية فتوى الوجوب الكفاءة للحفاظ على المقدسات وتحرير البلاد من الزمر التكفيرية.

لكن لم يتم الاستجابة الى معاناتها رغم ان مطالبها واضحة وليس لها اعتراض على الأشخاص الذين يتسنمون مناصب عليا في الدولة بقدر ما انها تعترض على الأداء في تحسين الخدمات وتلبية المطالب
منذ عام 2018 واندلاع الحراك الاحتجاجي والى يومنا هذا الجميع يتحدث وينوب عنهم ويتكلم بمفردة الشعب يقول والشعب يريد والشعب والشعب الخ.

غير ان هؤلاء الناطقين باسم الشعب لم يأتي على مسامعهم انهم هل فعلا يتحدثون نيابة عن هذه الملايين من الافراد والجماعات ام انهم يحاولوا ايهام الرأي العام الداخلي والخارجي بانهم يمثلون الشعب ويعبرون عن اراداتهم.

في طبيعة الأنظمة الديمقراطية لكل دول العالم المتقدمة والنامية حينما يكون النظام برلماني يعني هناك ممثلين عن الشعب هم يتحملوا مسؤولية تشريع القوانين ورقابة الحكومات التي تنبثق من رحمها وتوافق على تشكيلها وبالتالي يعد البرلمان هو الممثل الشرعي رسميا للجماهير وان كانت هناك اغلبية مقاطعة
وإرادة الناس تأتي عبر التصويت وصندوق الاقتراع لاختيار من يمثلها وله الحق الكلام باسمها.

اما اختزال البلد بعناوين معينة وأسماء تمثل جماعات او جزء معين فهي تمثل جمهورها ولا تمثل راي الأغلبية
وهنا يجب العودة وفق الديمقراطيات المتقدمة الى لعبة الدستور والقانون في تصويب وتقويم الخلل
من دون ذلك لا يمكن الانابة عن الجميع براي معين خاصة وان هذه الأغلبية غير معنية باي نزاع سياسي وان كان هناك جماهير حزبية مختلفة فيما بينها بل هي مستاءة جدا مما يحدث خاصة في ظل تعطيل الحياة وارباك المشهد وتضرر الصالح العام مما يحدث.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author