المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بغداد تحت ضغط أمريكي رغم تأكيد الحكومة العراقية على التوازن السياسي

بغداد تحت ضغط أمريكي رغم تأكيد الحكومة العراقية على التوازن السياسي

23 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: تستمر بغداد في الموازنة بين ضغوط خارجية وداخلية متصاعدة، حيث تجد نفسها في مواجهة مطالب أمريكية صارمة ،

بينما تسعى قوى محلية لتعزيز هذا النفوذ بطرق مختلفة. وتضغط واشنطن على العاصمة العراقية لاستئناف تصدير النفط من إقليم كردستان، المتوقف منذ مارس 2023، بعد قرار غرفة التجارة الدولية بتغريم تركيا 1.5 مليار دولار لصالح بغداد بسبب تصدير غير قانوني بين 2014 و2018.

وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب مصادر متداولة، إلى فرض عقوبات محتملة إذا لم تستجب بغداد لهذا المطلب، مما يضع الحكومة العراقية أمام خيارات صعبة. ويبرز هذا الضغط في وقت تواجه فيه العراق تحديات إضافية تتعلق بعلاقاتها مع سوريا الجديدة، حيث تعرقل إيران أي تقارب مع دمشق، مما أدى إلى تعثر زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

ويؤكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التزام العراق بسياسة التوازن، مشدداً خلال مؤتمر حوار بغداد الدولي السابع على أن بلاده نجحت في منع الصراعات الإقليمية من التفاقم. وأشار إلى أن هذا النهج المتوازن واجه انتقادات ومزايدات، لكنه أثمر عن إنهاء مهمة التحالف الدولي ضد داعش بالحوار، لينتقل العراق إلى مرحلة التنسيق الأمني الثنائي مع الدول المشاركة. ويظهر هذا التصريح محاولة واضحة لإبراز استقلالية القرار العراقي، لكن الواقع يكشف عن ضغوط متزايدة تهدد هذا التوازن المعلن. ويبدو أن السوداني يسعى لتجنب أي انحياز قد يجر البلاد إلى صراعات أوسع،

لكن تحقيق ذلك يتطلب مهارة دبلوماسية كبيرة في ظل التوترات الحالية.

ويبرز استئناف تصدير النفط من كردستان كقضية محورية، حيث أعلن وزير النفط العراقي، في 17 فبراير 2025، عن عزم الحكومة إعادة تشغيل خط الأنابيب عبر ميناء جيهان التركي خلال أسبوع. ويأتي هذا القرار بعد لقاء السوداني برئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، في محاولة لتسوية الخلافات الداخلية وتلبية المطالب الأمريكية.

تقارير من رويترز، استناداً إلى ثمانية مصادر مطلعة، تؤكد أن إدارة ترامب تربط استئناف التصدير بتجنب العقوبات. ويبدو أن هذا الضغط يندرج ضمن استراتيجية واشنطن لمحاصرة إيران اقتصادياً، إذ قد يعوض نفط كردستان تراجع الصادرات الإيرانية التي تسعى الولايات المتحدة لخفضها إلى الصفر، حيث أنتجت إيران نحو 4 ملايين برميل يومياً في 2023 قبل العقوبات الأخيرة.

وتتأزم العلاقة مع سوريا ، حيث تعارض قوى عراقية متحالفة مع ايران تطبيع العراق مع الحكومة الانتقالية في دمشق بقيادة أحمد الشرع، الذي يرفضه الإطار التنسيقي ويصفه بـ”الإرهابي”.

وتكشف تصريحات مشعان الجبوري عن غياب مركزية القرار في بغداد، مما أدى إلى تأجيل زيارة الشيباني رغم دعوته الرسمية من وزير الخارجية فؤاد حسين. وتؤكد وزارة الخارجية أن الزيارة ستُحدد لاحقاً بعد التنسيق، لكن التوترات الداخلية والضغط الإيراني يعيقان أي تقدم. ويضيف بناء جدار حدودي بطول 80 كيلومتراً إضافياً مع سوريا، ضمن مشروع يغطي 400 كيلومتر حتى الآن، بارتفاع 3 أمتار ومزود بكاميرات حرارية، دليلاً على مخاوف بغداد من تسلل مسلحين أو انتقال الأزمة السورية إلى أراضيها.

يرى خبراء أن العراق قد يواجه عقوبات، خاصة مع تحذير نوري المالكي من تكرار السيناريو السوري في البلاد. ويرفض المالكي لقاء الشرع، متهماً إياه بأعمال إرهابية سابقة، رغم إجبار العراق على دعوته للقمة العربية في مايو 2025 كدولة عضو. ويعتبر هادي العامري أن ما يجري في سوريا “مشروع أمريكي صهيوني”، محذراً من تهديد 10 آلاف مقاتل في مناطق قسد ومخيم الهول. ويظهر هذا الخلاف بين القادة العراقيين انقساماً عميقاً في الرؤى، مما يعقد موقف بغداد أكثر في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتشابكة.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author