المسلة

المسلة الحدث كما حدث

فرانس بريس: متظاهرو الخضراء مترفون.. ذبائح وتبريد وكهرباء من مبنى البرلمان

فرانس بريس: متظاهرو الخضراء مترفون.. ذبائح وتبريد وكهرباء من مبنى البرلمان

18 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: تتشابه يوميات المعتصمين المناصرين للتيار الصدري قرب المنطقة الخضراء في بغداد وداخلها: خيم ملونة وقدور كبيرة من الأرزّ والخضار واللحم والماء البارد ، والذبائح ووجيات الطعام التي توزع عليهم بمركبات فخمة.

وأواخر تموز/يوليو، توزعت في محيط البرلمان العراقي أعداد كبيرة من الخيم الملونة التي نصبها مناصرو  رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، تعبيرًا عن قدرته على تعبئة الشارع وسط نزاع سياسي مع خصومه. والمطلب الأساسي للمعتصمين هو حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

وردّ الإطار التنسيقي بأن أقام بدوره اعتصاماً في محيط المنطقة الخضراء المحصنة حيث توجد المؤسسات الحكومية والمقار دبلوماسية.

وترصد  مواكب متحركة تمولها تبرعات، وتؤمن المأكل والمشرب للمعتصمين فيما يبدو  متظاهري التيار الصدري في راحة تامة، وبعضهم يدخن الاركيلة واخرون يستلقون بانتظار اي تعليمات.

من بين هذه المواكب، موكب “أحباب الصدرين”، تيمناً بمقتدى الصدر ووالده محمد الصدر. يقول فاضل رحمن، أحد المشرفين على الموكب الذي يضمّ 25 شخصاً، وفق فرانس برس “ننام هنا في الخيم، أحضرنا أوسدتنا من بيوتنا وجئنا”.

ويضيف الرجل الذي ارتدى قميصاً أسود وسروال جينز والبالغ من العمر 33 عاماً “نقدّم وجبات رئيسية للمعتصمين، من الفطور إلى الغداء، والعشاء. الشاي موجود. والماء البارد. أهم ما في الأمر هو الماء البارد في هذا الحرّ”.

في الخيم يحتمي المعتصمون من الشمس، متمددين على فرش صغيرة. بعضهم حظي بمكيّف متحرّك داخل خيمته، يغذّيه من الكهرباء التي تزوّد البرلمان.

في باحات البرلمان، توزعت أكشاك العصير والقهوة والشاي، وبرادات المياه. ويقوم البعض بذبح المواشي للطبخ. من على أكشاك صغيرة أو طاولات، يوزّع متطوعون الخبز أو الجبنة، وفي بعض الأحيان، توزّع الوجبات الساخنة مباشرة من شاحنات صغيرة.

وقال متظاهر ان يشعر بالراحة، ويتمتع بالكهرباء لهذا يفضل هذا المكان على بيته.

بالمجمل، يضمّ اعتصام التيار الصدري نحو “70 موكباً” تابعة لمناصري التيار أو لعشائر، كما يقول أحد المشرفين. ويضيف الرجل الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إنهم يقدمون “للمعتصمين المواد الغذائية” التي يحتاجون إليها.

ويقدّر قيمة الأموال التي ينفقها كل تجمع  يومياً لإطعام المعتصمين بنحو “6 ملايين دينار (حوالى 4 آلاف دولار) … ونحو 100 كلغم من الأرزّ، ومواد أخرى مثل لحم العجل والخراف والفاكهة والمياه”.   ويوميا تذبح عشرات الخرفان.

أمام الباب الرئيسي للبرلمان، يقف محمد حسين على شاحنة بيضاء صغيرة، بثياب تلطّخت بمواد الدهان الذي يعمل به، وبالعرق الذي يسيل منه تحت أشعة الشمس الحارقة.

لفّ الرجل البالغ من العمر 33 عاماً رأسه بقميص أسود يحميه من أشعة الشمس، فيما نادى بأعلى صوته على العابرين لتناول الأرزّ واللحم والفاصولياء التي يوزّعها.

 

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.