بغداد/المسلة: يشكل اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الثاني 2025 منعطفاً حاسماً في مسار الديمقراطية الناشئة بعد 2003، حيث يتوقع أن تُعيد رسم الخارطة السياسية دون أن تُحدث قطيعة جذرية مع التوازنات القائمة.
ويعكس هذا الانتظار تراكم التحديات الداخلية، من فساد مزمن إلى انقسامات طائفية، مع تأثيرات إقليمية متسارعة تجعل العراق عرضة للتقلبات الجيوسياسية.
وفي سياق يتسم بالحيادية، يبرز التحليل أن الانتخابات لن تكون مجرد اختبار للإرادة الشعبية، بل ساحة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية.
الإطار التنسيقي وإعادة سيناريو التشكيل الحكومي
وتعتمد الترجيحات على إمكانية تشكيل حكومة جديدة بسلاسة نسبية، مستمدة من رحم الإطار التنسيقي الشيعي الذي سيطر على البرلمان الحالي.
ويُشير الاستشراف ، إلى اتفاق داخلي لتجنب المتاهات السابقة التي امتدت لأكثر من عام بعد انتخابات 2021.
ومع ذلك، يظل هذا التوافق هشاً، إذ يعتمد على مبدأ المحاصصة الطائفية الذي يضمن تمثيلاً للشيعة والسنة والأكراد، لكنه يعيق الإصلاحات الهيكلية.
ويُتوقع أن يؤدي الاتفاق بين أطراف الإطار إلى إعادة سيناريو الحكومة الحالية، مع التركيز على الاستقرار الأمني والاقتصادي.
التحالفات الناشئة والبحث عن الأغلبية السياسية
وتشكل التحالفات الجديدة عماداً لتحقيق الأغلبية البرلمانية، حيث يتزايد عدد الكتل المسجلة إلى 31 تحالفاً و38 حزباً و79 مرشحاً مستقلاً.
ويبرز تحالف “الإعمار والتنمية” بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كأكبر كيان، يجمع تيار الفراتين مع حركة عطاء وغيرها، بهدف تعزيز النفوذ والفوز بولاية ثانية للسوداني.
وفي الوقت نفسه، يُتوقع ظهور تحالفات كردية موحدة لسد الانقسامات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، إضافة إلى تحالفات سنية مثل تقدم بزعامة محمد الحلبوسي.
ويُعد هذا التنوع مؤشراً على تحول من الاستقطاب السابق إلى دبلوماسية التوافق، لكنها قد تؤدي إلى حكومة ضعيفة التماسك إذا فشلت في مواجهة التحديات الاقتصادية مثل انخفاض أسعار النفط.
جدل شخصية رئيس الوزراء المقبل: السوداني في مرمى الخلاف
ويبقى اختيار رئيس الوزراء القادم موضع جدل حاد، مع الإبقاء على السوداني كخيار مركزي لكنه مثير للانقسام.
و يُتوقع أن يُحدد الانتخابات برلماناً مختلفاً عن 2021، بعد مقاطعة مقتدى الصدر، مما يعزز فرص السوداني في تشكيل كابينة وزارية متوازنة اذا نجح في البقاء.
ويُعد الخلاف الكبير المنتظر، هو شخص السوداني، إذ قد يؤدي إلى أزمة إذا رفضت قوى الإبقاء عليه، مما يهدد بتأجيل التشكيل الحكومي.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، مثل نقص السيولة المالية، قد تُفرز الانتخابات حكومة تركز على الإصلاحات الأمنية والتنموية، لكنها تواجه مخاطر الانهيار إذا لم تُعالج الفساد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات علاقة
التسلسل الدستوري لتثبيت شرعية السلطة التشريعية والتنفيذية بعد الانتخابات
بيانات تشير الى نسب مشاركة منخفضة في انتخابات 2025
اقتراع لن يحقق الأغلبية.. انتخابات جديدة.. ونتيجة واحدة مكررة