المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العلاقات الإيرانية الاماراتية.. المصالح الاقتصادية تتقدم على المخاوف السياسية

24 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: أعلنت أبو ظبي الأحد الماضي أن “سفير دولة الإمارات لدى إيران سيف محمد الزعابي سيستأنف مهامه في السفارة بطهران في الأيام المقبلة”، مؤكدة أن القرار يأتي للإسهام في دفع العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.

ويأتي القرار بعودة السفير الإماراتي إلى طهران بعد نحو شهر من مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، اتفقا فيها على أن يستأنف السفير الإماراتي لدى طهران مهامه قريبا.

ورحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالمناخ الإيجابي في علاقات طهران وأبو ظبي.

واكد أن الأوضاع من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية تمضي قدما، وأنه يتوقع تعزيز العلاقات بينهما في الأيام المقبلة.

ويجمع مراقبون في إيران على أهمية المصالح الاقتصادية بين إيران والإمارات وإرادة البلدين تقديم المنافع التجارية على التخوفات السياسية بينهما، فقد أظهرت بيانات منظمة الجمارك الإيرانية أن الإمارات تتصدر قائمة الشركاء التجاريين لطهران بين دول الجوار.

وبلغ حجم صادرات الإمارات إلى إيران في الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني الجاري (بدأ في 21 مارس/آذار الماضي) 3 ملايين و600 ألف طن بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، في حين بلغ حجم الصادرات الإيرانية إلى الإمارات 4 ملايين طن بقيمة مليارين و300 ألف دولار.

ويرى الدبلوماسي الإيراني السفير الأسبق في بريطانيا جلال ساداتیان أن الدبلوماسية الاقتصادية وحقائق الجغرافيا أكثر قوة وثباتا من المتغيرات السياسية، وأن الجانبين الإيراني والإماراتي قد تمكنا بجدارة من إدارة التحديات في علاقاتهما الثنائية وتقديم المصالح الاقتصادية على التخوفات السياسية، واصفا التجارة بين البلدين بأنها واعدة.

وفي ضوء الحوار الإيراني السعودي المتواصل منذ عام، توقع السفير الإيراني الأسبق في بريطانيا عودة العلاقات السياسية بين إيران والإمارات إلى مرحلة ما قبل سحب السفير الإماراتي من طهران، والنهوض بالعلاقات الاقتصادية لتعويض ما فاتهما في السنوات الماضية.

ورأى الباحث السياسي مهدي عزيزي أن ترميم العلاقات بين طهران وأبو ظبي نابع من دينامية السياسة لدى الجانبين.

وتوقع الباحث الإيراني أن تشكّل عودة السفير الإماراتي إلى إيران منعطفا في حلحلة الخلافات بين إيران وبعض الدول العربية، ومن ثم التوصل إلى حلول للأزمات الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة اليمنية.

ورأى أن “العلاقات الإيرانية الإماراتية تبقى محكومة بعوامل إقليمية منها قضية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والخلاف على الجزر الثلاث في المياه الخليجية، والنتائج المحتملة للحوار القائم بين طهران والرياض”.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.