المسلة

المسلة الحدث كما حدث

قمة منظمة شنغهاي.. ناتو آسيوي تخشاه أمريكا

قمة منظمة شنغهاي.. ناتو آسيوي تخشاه أمريكا

17 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة: اختتمت منظمة شنغهاي للتعاون، أمس الجمعة، قمّتها في مدينة سمرقند بأوزبكستان، التي استمرت يومين، وعاد قادة الدول المنضوية فيها، والتي انضمت حديثاً، أو أخرى بصفة مراقب أو “شريكة حوار”، إلى بلدانهم، بعدما التقوا خلال القمة وعلى هامشها، لمناقشة قضايا الساعة، ومنها الحرب الروسية على أوكرانيا.

وحسب تقرير لموقع “العربي الجديد” شكّلت قمة شنغهاي، مجدداً، فرصة للقاء رؤساء دول، على رأسها الصين وروسيا، تبحث لها عن دور كـ”قوى عظمى”، في عالم أصبح أكثر من أي وقت مضى شديد الاستقطاب.

ومن دون أن يذكر كثيراً اسم أوكرانيا، كانت القمة عنواناً للكثير من التحليلات، حول مدى سرعة التقارب الروسي الصيني، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة.

رغم ذلك، فإن الكثير مما قيل خلال القمة وعلى هامشها، فضلاً عن تاريخ المنظمة وظروف تأسيسها وتطورها، يؤكد أن الاهتمامين الصيني والروسي بالمنظمة والقمة وأجندة الحوار، يبقيان يدوران في فلك التقارب الجيوستراتيجي، لكنها يختلفان في التكتيك، ما يحول دون تشكيل “حلف” رسمي لمواجهة الغرب.

وقد لا تؤثر في ذلك، المصالح الصينية أو “الاستثمار الشخصي” الذي يضعه الرئيس الصيني شي جين بينغ بشخص نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أو حتى الضغوط الغربية القوية على الصين. إذ تبقى للصين “براغماتيتها” الخاصة حتى الساعة، المتأتية من مصالحها المتشعبة، والتي تحول دون استفزاز الغرب على نطاق واسع، أو تغيير قواعد اللعبة بشكل دراماتيكي.

قمة منظمة شنغهاي: احتواء النفوذ الغربي

ومن منظور غربي، لا تزال منظمة شنغهاي للتعاون، التي استثمرت فيها الصين كثيراً أيضاً منذ عام 2001، منظمة ضعيفة وغير قادرة على منافسة التكتلات الغربية الكبرى. وتضمّ المنظمة، دولاً في ما ترى فيه كل من الصين وروسيا، امتداداً جغرافياً طبيعياً لها، وقادرا على “احتواء” النفوذ الغربي، وكتلة “أوراسية” تسعى الصين إلى أن تعكس من خلالها قوتها الخارجية “الصلبة”.

وتضم المنظمة بالإضافة إلى الصين وروسيا، الهند وكازاخستان وطاجكستان وقيرغستان وأوزبكستان وباكستان، ودولاً أخرى شريكة في الحوار كتركيا. كما أصبحت إيران عضواً بالمنظمة أخيراً، ما يعزّز توجهها “المعادي للغرب”، بحسب متابعين. ومنحت أخيراً، دول عربية، صفة “شريكة في الحوار”.

وأشاد الرئيس الروسي أمس، في كلمته خلال القمة، بما أسماه “مراكز نفوذ جديدة”، فيما كان أعرب له شي، الخميس، عن رغبته في أن يقوم بلداهما سوية “بدور القوى العظمى ولعب دور توجيهي لبث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه اضطرابات اجتماعية” على حد تعبيره.

ودارت معظم مصطلحات شي، حول “الأدوار التوجيهية”، و”الاستقرار” و”النظام الدولي الأكثر عدلاً”، فيما تواجه روسيا حزمة غير مسبوقة من العقوبات الدولية على خلفية حربها على أوكرانيا. وتشهد العلاقات الصينية الأميركية، تزايد المنافسة التجارية والتوترات في المحيطين الهندي والهادئ.

بيان ختامي تقليدي

ولم يخرج بيان القمة بما هو غير اعتيادي. إذ دعا المشاركون لزيادة فعالية منظمة التجارة العالمية وإجراء إصلاحات فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق الاقتصادية الدولية. كما أكدوا على توافقهم لتطوير التعاون الدفاعي والأمني، واعتماد قائمة مشتركة للمنظمات الإرهابية والمتطرفة. وأشاروا إلى أهمية تطبيق خطة عمل بما يخص البرنامج النووي الإيراني، وضرورة الالتزام باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية.

ودارت عجلة التكهنات، حول مدى إمكانية أن تؤسس القمة “حلفا استراتيجيا” بين دولها، مع ما يعني ذلك من حلف “طبيعي” في وجه أميركا. كما خرجت تحليلات حول مدى حماسة بكين لإعلان مثل هذا “الحلف”، فيما تتراوح علاقاتها “المعلنة” مع موسكو بين “الصداقة بلا حدود”، و”الشراكة الاستراتيجية”.

ويرى محلّلون أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد تكون أخّرت إعلان مثل هذا “الحلف”، فيما يذكّر آخرون بحجم التطور في التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط الماضي، والتبادل التجاري الذي ارتفع، والسوق الصينية التي أصبحت متنفساً لموسكو.

وقد يكون الأكثر إيحاء للقائلين بحتمية تعزز فرص “الحلف”، لقاء شي ببوتين في القمّة، التي أرادها الرئيس الصيني أول زيارة خارجية له منذ جائحة كورونا. ولكن تبرز كوابح غير المتحمسين من دول المنظمة كثيراً لإعلان “حلف”، ليست الهند فقط من بينهم، بل حتى دول سوفييتية سابقة، ككازاخستان، المتحفظة على الغزو، وأخرى متوجسة من عودة النفوذ الروسي.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.