المسلة

المسلة الحدث كما حدث

جسر الجمهورية يئنّ من أثقال الموانع والشفلات وقبلها الدبابات الامريكية.. وانهياره وارد

جسر الجمهورية يئنّ من أثقال الموانع والشفلات وقبلها الدبابات الامريكية.. وانهياره وارد

29 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة: شوهد (شفل) في الأربعاء، 2022-09-29 و هو يهدر بمحركه على جسر الجمهورية في بغداد، وهو يحاول ازالة كتل الموانع الضخمة التي وضعتها القوات الأمنية أمام المتظاهرين، وهو ذات الجسر الذي حمل ثقل دبابة امريكية وقفت في منتصفه العام ٢٠٠٣، وراحت تقصف مبنى وزارة التخطيط، والمحيط القريب من الجسر، في مشهد لا ينساه التاريخ.

والجسر اليوم يترنح من عبأ الفعاليات غير الطبيعية عليه، ففي خلال الاسابيع الماضية، انتشرت صورة عن اطنان من الحديد فوق ظهره من أجل اقامة حواجز في منتصفه، ثم سرعان ما اختفت بعد تزايد الضجة حول دواعي ذلك، حتى ان مهندسين توقعوا انهيار الجسر الذي شهد معارك كر وفر بين المتظاهرين والقوات الامنية العام ٢٠١٩، وتحول الى ساحة قتال حقيقية.

وتواجه جسور بغداد ومنها الجسر الجمهوري قطوعات متكررة بالصبات الكونكريتية والحواجز الحديدية لمنع المتظاهرين من الوصول الى مقرات الرئاسة الثلاثة (البرلمان والحكومة ورئاسة الوزراء) المتواجدة داخل المنطقة الخضراء.

ويربط الجسر الجمهورية ساحة التحرير مركز بغداد والمنطقة الخضراء، حيث كان شاهدا على عبور الدبابات الأمريكية عند احتلال العراق في 2003.

وتم تنفيذ الجسر من قبل شركة ألمانية وبكلفة قٌدرت بـ 1,600,000 دينار عراقي وقام بافتتاحه الملك فيصل الثاني العام 1957.

وتعرض الجسر للقصف في حرب أم المعارك عام 1991  وأعيد ترميمه من جديد.

وفي تظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) 2019، شهد كل من جسر الجمهوري والسنك المؤديان إلى المنطقة الخضراء، اشتباكات عنيفة بين المحتجين والقوات الأمنية، ما ادى الى سقوط عدد كبير من المتظاهرين نتيجة استخدام الطلقات المطاطية والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.

وفي العهد الملكي كان يٌسمى جسر الملكة عالية، لكن في أغسطس من سنة 1958 في عهد عبد الكريم قاسم تغير اسمه إلى جسر الجمهورية.

جسر الشهداء

وشهد العام 1939 بناء أول جسر حديث حسب المواصفات العالمية، سُمّي (جسر المأمون)، الذي أبدل بمسمى (جسر الشهداء) الحالي، وهو أول جسر حديدي ثابت حسب المواصفات العالمية وافتتحه الوصي على العرش الأمير عبد الإله، كما شهد الجسر تظاهرات في عهد الملكية.

وفي عام 1947، دخلت الملكية العراقية في مفاوضات سرية مع بريطانيا والتي لم يتم إبلاغ الأطراف السياسية المختلفة في العراق بالمفاوضات، وكانت سبب في أشعلت شرارة احتجاجات في بغداد.

واجتاحت الاحتجاجات شوارع بغداد مرورا بجسر الشهداء، حيث شارك العمال وطلاب وفقراء المدن في التظاهرات.

ووثقت صورة للمتظاهرين في بغداد أيام العهد الملكي وهم يتجهون صوب جسر الشهداء. واسم الجسر (الشهداء) يكشف عن مدى تأثر الجسور في بغداد بالتطورات السياسية وتداعياتها، وما تخلفه من ضحايا.

جسر الاحرار

اما جسر الأحرار في بغداد فقد أقامه الجيش البريطاني في عام 1918 من الحديد على القوارب سمي بجسر الجنرال مود، يربط بين الصالحية (في الكرخ) ورأس القرية في الرصافة، في عام 1941 تم إنشاء جسر على أعتاب جسر الجنرال مود وسمي الجسر في حينها بجسر فيصل الأول، ونقل جسر مود العائم إلى الكرادة، بعد تحول العراق إلى جمهورية في عام 1958 تم تغيير اسم الجسر ليصبح جسر الأحرار، في دلالة لا تخلو من معنى سياسي.

اعداد محمد الخفاجي


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.