بغداد/المسلة:
د. نبراس المعموري
تروى الكثير من الحكايات عن شخصيات عرفها الماضي القريب ولعل للعهد الملكي الحصة الاكبر في سرد تلك الحكايات التي امتازت بنهكتها البغدادية وبساطة اهلها .
شخصية جميلة تدعى دعبول البلام البعض اسماه بالمراسل البغدادي الاول فلبلمه الدور الاكبر في نقل الاخبار وتداولها بين الناس ، شخصية عايشت العهد الملكي وماتلاه بقليل وكان لطرفة كلامه اثرا كبيرا لغاية الان فالسذاجة والوداعة التي اتسم بها دعبول كانت كفيلة بان يطلق البعض ممن احبوا شخصيته على انفسهم ذات الاسم عبر الفيس بوك .
اتذكر اننا ان اردنا وصف شخص قصير وسمين نقول عنه دعبول ولعل للعبة الدُعبل امتيازا في ان يصف الشخص بهذه الطريقة لكننا نعلم جيدا ان الدعبل وهي اللعبة العراقية الشهيرة التي عايشت المحلات والازقة وواضب الاطفال على لعبها كانت تحمل الوانا زاهية تمتعنا بها بل احيانا ترغمنا على شرائها لا للعب بها بل للتفرج على جمال الوانها فهل كل من سمي دعبول لماعا جميلا ككرات الدعبل ؟
مايهمني دعبول البلام فمن خلال الحكايات ومراجعتها وجدت ان دعبول شخصا فقيرا امتهن البلامة لينقل الاشخاص من الرصافة الى الكرخ وكان بذات الوقت ينقل الاخبار بطرافة وسذاجة واحيانا بغيرة عراقية صرفة . اهم حكاية روجت عنه انه في احدى الايام كان قد استاجره نوري سعيد والملك فيصل الثاني دون ان يعلم ان الشخصين اللذان كانا معه هما رئيس الوزراء والملك وظل دعبول كعادته يسرد الحكايات والامثال والتصنيفات التي عكست فقره وبساطته وبغداديته الاصيلة واثناء العملة على النقل قال سعيد لدعبول هل عرفت من نحن ؟ قال دعبول “قابل انت الباشا والملك.. جوز من هل السوالف لان اعرف تريد تاكل عليه الاجرة” وانتهت الرحلة واعطى الباشا لدعبول اجرته .
في اليوم التالي استدعا نوري سعيد دعبول البلام وبرهن له من خلال حضوره القصر الملكي انه كان يصطحب الملك والباشا ولم يدرك ذلك وفوجئ دعبول وارتبك واصبح وجهه كالوان الدعبل التي يلعبها الاطفال لكنه في النهاية اطمأن لان الباشا اكرمه واحب فيه طيبته وعراقيته الجميلة .
كل هذا كان في زمن جميل.. زمن الملكية.. زمن حكاية دعبول والباشا او بالاحرى حكاية الدعبل بيد البشوات لابيد الفقراء، اعجبت بدعبول وباسلوب الملك والباشا في معرفة شؤون البلاد بالنزول بينهم دون مواكب وسيطرات ومحظورات .. فاز دعبول البلام بان يكون حكايتنا لغاية الان وفاز ايضا بكرم الباشا ولعله بعدها تحول من مالك لبلم الى مالك لمركب ..
في قصة البلام والباشا درس كبير وبدل ان تفتل عضلات البعض على الفقراء بقول هل تعرف من انا ؟ وماذا استطيع ان افعل؟
بريد المسلة
أخبار ذات علاقة
خرازي: دعمنا للأسد لمواجهة التكفيريين.. ومستعدون للتفاوض أو المقاومة في حقبة ترامب
واشنطن بوست: مسؤول عراقي يتوقع تمديد بقاء القوات الأميركية
أسعار صرف الدولار تتخطى حاجز الـ152 ألف دينار عراقي