المسلة

المسلة الحدث كما حدث

حوار بلا تنازلات مضيعة للوقت والدعوات اليه تتحطم على صخرة العناد

حوار بلا تنازلات مضيعة للوقت والدعوات اليه تتحطم على صخرة العناد

11 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة: دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق الاثنين الأطراف السياسية في البلاد إلى الانخراط في “حوار دون شروط مسبقة” من أجل إيجاد مخرج لـ”أزمة طال أمدها تنذر بمزيد من عدم الاستقرار”، بعد عام من الانتخابات التشريعية.

لكن ذلك يبدو مستحيلا لدى الكثير من المراقبين والمشاركين في العملية السياسية بسبب العناد في المواقف. فالتيار الصدري لايزال يرفض الحوار، الا وفق شروط يرفضها خصومه.

وأجرى العراق انتخابات تشريعية مبكرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي خرجت رفضا لفساد الطبقة السياسية وتدهور البنية التحتية في خريف العام 2019.

لكن بعد عام على ذلك، ما زالت الأحزاب السياسية نفسها تهيمن على السلطة في البلاد. وعلى الرغم من المفاوضات التي لا تنتهي فيما بينها، فشلت أطراف الأزمة في التوصل لاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتسمية رئيس جديد للوزراء.

وقال السياسي العراقي أمير السعيدي بأن على القوى السياسية الحوار وفق مبدأ رابح رابح، وليس رابح خاسر.

ويرى المتابع للشأن العراقي انيس محمد أن الصدر ترك العملية السياسية فلا داعي لاقحامه في الخطابات بحجة الحوار متوقعا ان الصدر سوف لن يعود وان على الاطراف الاخرى ان تذهب نحو تشكيل الحكومة.

ويقول السياسي العراقي علي الدفّاعي ان رسالة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق UNAMI الى مَن هم خارج تحالف ادارة الدولة تدعو الى الإنخراط في حوار دون شروط  وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وفاعلة معتبرا انه حان وقت العمل الان في الحوار والاسراع في تشكيل حكومة خدمة قوية كاملة الصلاحيات مدعومة من الجميع.

الناشط كرار الموسوي، يحذر من العودة الى ما قبل المربع الاول لرسم خط المسار الجديد خصوصا بعد الفشل الكبير ومضي عام على اجراء الانتخابات دون تشكيل حكومة.

ويختصر الباحث عدنان أبوزيد جوهر الازمة والحل بالقول ان حوارا بلا تنازلات هو مضيعة للوقت.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيانها الاثنين، إنه “يتعيّن على الجهات الفاعلة كافة الانخراط في حوارٍ دون شروط مسبقة”.

ودعت ساسة البلاد إلى “الاتفاق بشكلٍ جماعي على النتائج الرئيسة من خلال تقديم تنازلات تعيد التأكيد على هدفهم المعلن وهو تلبية احتياجات الشعب العراقي وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وفاعلة”.

ويعيش العراق أزمة سياسية حادة على خلفية الخلاف بين القطبين السياسيين الشيعيين أي الإطار التنسيقي والتيار الصدري.

ويدعو مقتدى الصدر إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يطالب الإطار التنسيقي، بتشكيل حكومة جديدة قبل التوجه لإجراء انتخابات.

وأعرب الإطار التنسيقي الاثنين عن تأييده لدعوة الأمم المتحدة في بيان وعن “استعداده المستمر للحوار والتفاهم مع جميع القوى السياسية من اجل اكمال الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تقديم الخدمات وتلبي طموحات وتطلعات الشعب العراقي”.

وبلغ التوتر ذروته في 29 أب/أغسطس عندما اندلعت مواجهات مسلحة قتل خلالها أكثر من 30 من عناصر التيار الصدري.

ونبه بيان الأمم المتحدة إلى أن “اليوم ليس لدى العراق الكثير من الوقت. فالأزمة التي طال أمدها تنذر بمزيد من عدم الاستقرار والأحداث الأخيرة دليلٌ على ذلك”.

وأضاف بأن “إقرار ميزانية 2023 قبل نهاية العام يمثل أمراً ملحاً”.

بدورها، دعت السفارة الفرنسية في بغداد، في بيان لها جميع الأطراف السياسية “بشكل عاجل إلى الانخراط في حوار حقيقي دون شروط مسبقة ومع استعداد حقيقي لتقديم تنازلات”.

الإضافة إلى الخلافات بين المعسكرين الشيعيين وعجزهما عن الاتفاق على اسم رئيس للحكومة، توجد خلافات أيضاً بين الحزبين الكرديين الكبيرين على اختيار رئيس للجمهورية. ويعود المنصب عادةً إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لكن الحزب الديموقراطي الكردستاني يسعى إلى توليه.

واستقبل الاثنين مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ومسؤولين من الإطار التنسيقي في اجتماع نوقشت خلاله “المسيرة التفاوضية لعقد جلسة البرلمان القادمة واختيار رئيس الجمهورية و تشكيل الحكومة الاتحادية”، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.

ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي،  القوى السياسية إلى الاحتكام لمنطق الحوار لحل الأزمة السياسية

وقال: حكومتي تعاملت مع الهجمات غير المنصفة، بحوار وتهدئة من اجل التأسيس لسياسة تعتمد القيم الديمقراطية وتنبذ العنف والاستبداد  وعلى الأحزاب والقوى السياسية الاحتكام لمنطق الحوار لحل الأزمة الحالية.

لكن التيار الصدري لم يشارك في جولات الحوار التي رعتها حكومة الكاظمي.ويدعو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر  الى حوار علني ومباشر امام الشعب .

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.