المسلة

المسلة الحدث كما حدث

خطاب سياسي يتعمّد استفزاز التيار الصدري على انه الخاسر الأكبر لدفعه نحو التصعيد

خطاب سياسي يتعمّد استفزاز التيار الصدري على انه الخاسر الأكبر لدفعه نحو التصعيد

14 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة: بانتخاب البرلمان العراقي يوم الخميس السياسي الكردي عبد اللطيف رشيد رئيسا، يخرج العراق من أزمة تشكيل الحكومة، وانسداد سياسي، غير هناك مخاوف من العودة اليه بسبب عدم اشتراك التيار الصدري في الحكومة.

وأعلن رشيد على الفور أن محمد شياع السوداني سيكون رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الوزراء الحالي، ما ينهي جمودا استمر لعام بعد الانتخابات العامة التي أُجريت في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي.

والرئاسة، التي غالبا ما يفوز بها أحد الأكراد، منصب شرفي إلى حد كبير، ولكن كان التصويت على رشيد خطوة محورية نحو تشكيل حكومة جديدة، والتي فشل السياسيون في تشكيلها منذ الانتخابات.

وكان رشيد (78 عاما)، وهو مهندس تلقى تعليمه في بريطانيا، وزيرا للموارد المائية من 2003 إلى 2010. وفاز رشيد مقابل الرئيس الأسبق برهم صالح، الذي كان يسعى للفوز بفترة ثانية في المنصب.

ودعا الرئيس العراقي الجديد محمد شياع السوداني، مرشح أكبر تكتل برلماني معروف هو الإطار التنسيقي لتشكيل حكومة.

وسبق أن تولى السوداني (52 عاما) منصب وزير حقوق الإنسان العراقي، ومنصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية.

وأمام السوداني الآن 30 يوما لتشكيل حكومة وتقديمها إلى البرلمان للموافقة عليها.

وتأتي جلسة البرلمان يوم الخميس بعد عام من انتخابات أحرزت فيها كتلة  مقتدى الصدر أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، لكنه فشل في حشد الدعم لتشكيل حكومة.

وسحب الصدر نواب كتلته البالغ عددهم 73 في أغسطس آب، وقال إنه سيعتزل العمل السياسي مما أدى إلى أسوأ موجة عنف تشهدها بغداد منذ أعوام عندما اقتحم أنصاره مقرا حكوميا واشتبكوا مع جماعات منافسة .

ويقول الباحث عدنان ابوزيد ان عدم اعلان الصدر عن خطوته المقبلة، يجعل الترقب سيد الموقف، سيما وان وسائل اعلام وتواصل اجتماعي، تتداول عن عمد على نطاق واسع بان الصدر قد خسر المعركة مع الاطار التنسيقي، من اجل استفزازه ودفعه الى التصعيد حيث يمتلك التيار الصدري سجلا حافلا منه.

واضاف: يريدون هؤلاء من التيار الصدري، النزول الى الشارع لاقالة حكومة السوداني.

ويرى الناشط أمير الخزاعي، ان الصدر سوف لن يشارك في الحكومة الاطارية، لكنه قد يسكت عنها.

تحليلات تقارن بين مواقف الصدر المتقلبة، وبين صبر الزعيم الفعلي لقوى الاطار، نوري المالكي، الذي نجح في الوصول الى الاهداف التي تشكل من اجلها الاطار، فيما توجه الانتقادات الى مستشاري الصدر، والذين من حوله، في عدم فهم المتغيرات وعواقب الانسحاب من البرلمان.

ويقول المتابع للشأن العراقي، علاء السعدون ان الانتصار هو انتصار سواء بمهارة او خطأ المقابل في النهاية هو كذلك! معتبرا ان كثيرا من الاخطاء لا يمكن تصحيحها وكثيرا من الخسائر لا يمكن تعويضها!! مشيرا الى ان الصدر لم يرتكب خطأ حسب بل ارتكب جريمة بحق مشروعه واتباعه.
ونافس على الرئاسة بضراوة حزبا كردستان الرئيسيان، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ساند رشيد، وغريمه التقليدي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي رشح صالح.

ويثير انتخاب رشيد مخاوف بشأن تصعيد التوتر بين الحزبين اللذين خاضا حربا أهلية في تسعينيات القرن الماضي.

ولم يستطع الحزبان تسوية الخلافات والاتفاق على مرشح واحد.

وقال زمكان علي سليم، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة بالسليمانية “العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في أدنى مستوياتها”.

أضاف سليم أن التوتر لن يؤدي إلى انقطاع العلاقة بين الطرفين وستهدأ في النهاية لأن رشيد عضو في الاتحاد الوطني الكردستاني وزوجته شخصية قوية داخل الحزب.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.