المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الفاسدون انتصروا على العراق

الفاسدون انتصروا على العراق

21 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة: العراقيون في فاجعة، ليس هناك أخطر منها، حين يرون بأعينهم الدامعة دولتهم، وقد تحولت إلى بؤرة نتنة لفساد عظيم، ليس بآلاف الدولارات، ولا عشرات أو مئات، ولا حتى ملايين، بل مليارات.

وعلى رغم النهب الكارثي، للمال العام، تبدع النزاهة والأمن الوطني والأجهزة الرقابية، في اعتقال مرتشي قبض ألف دولار، أو مواطن سرق سلعة.

المليارات تتسرب، وملفات التحقيق تتراكم، لترمى في القمامة، وكل البيانات والوعود بكشف الحقيقة، هي للضحك على المواطن، المضحكوك عليه مسبقا، فيما أصحاب القرار منشغلون بالمناصب والحصص، وخرائط النفوذ.

لم يعد المسؤول الإداري، والمتنفذ يقتنع بسرقات الربع مليون دولار، ولا نصفه، ولا كله، بل صار يطمع بالمليارات..

و.. انهب، واهرب، مدركا إن لا رقيب ولا حسيب.

دولة تعجز عن محاسبة صغار الفاسدين، لا ننتظر منها اعتقال الكبار، الذين يتجرؤون على التباهي

بالقصور والفلل والارصدة والمصارف والفضائيات، وهم مطمئنون على حالهم في دولة الفساد والظلم.

استجوابات استعراضية، بيانات تنديد، وعود بالمحاسبة، ومسطرة لا تساوي بين الجميع.

العراقي “ملجوم”، مكمود، منذهل، ليس بعد نهب نحو 2.5 مليار دولار، بل لأنه يعرف انه مأكول من الفكّ إلى الفكّ.

العراقي يلطم على رأسه، لأنه يعرف أصحاب الأمر ليسوا منشغلين، بكشف الجريمة بل لـ”طمطمتها” وتوزيع المليارات بين اللصوص.

المليارات عبرت الحدود من زمن طويل،

والفاسدون استقلوا الطائرات،

وهم في أمان وعلى تواصل مع شركائهم الكبار في الداخل..

في اي مصيبة نحن؟

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.