المسلة

المسلة الحدث كما حدث

لماذا أنا داعمٌ لـ المحاصصةِ؟

لماذا أنا داعمٌ لـ المحاصصةِ؟

28 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة: عدنان أبو زيد

الأوساطُ العموميةُ والنخبويةُ، معبأةُ ومشحونةُ ضدَ المحاصصةِ، وترفعَ شعاراتُ مقاومتها، غيرَ مدركةٍ أنها تعيشُ في وهمِ الأخيلةِ، لأنَ الدولةَ في العراقِ لنْ تستقيمَ، دونها، كما أنَ الحكمَ شراكةُ وفقَ ثقلِ الشارعِ والاستحقاقِ الانتخابيِ.

يتباهى فلانُ بأنهُ ضدَ توزيعِ حصصِ السلطةِ، وقدْ سجلَ نفسهُ في كتابِ الوطنيةِ، كمقاتلٍ عنيدٍ ضدَ الشراكةِ الطائفيةِ والمذهبيةِ في المناصبِ، ومثلُ هذا الموقفِ ينتمي إلى اعتبارياتٍ عاطفيةٍ غيرَ مستندةٍ إلى فهمٍ موضوعيٍ وعلميٍ للواقعِ .

تخيلٌ أنَ الشيعةَ، وهمْ الأكثريةُ وتحتَ شعورِ فائضِ القوةِ، سوفَ يشكلونَ حكومةٌ بلا محاصصةٍ، عندها سوفَ تنقلبُ الدنيا عليهمْ لأنهمْ همشوا السنةَ والكردَ والأقلياتِ.

وتصور أنَ السنةَ، فعلوا الأمرَ ذاته ، فسوفَ يتهمهمْ الشيعةُ والكردُ بالدكتاتوريةِ والإقصاءِ.

إنَ المحاصصةَ، ليستْ كارثةً كما يُرى، حينُ تسوُسِ الكفاءاتُ والعقولُ ، حصةَ كلٍ مكونٍ.

ومنْ غيرِ المعقولِ أنَ لا تتوفرَ بينَ الشيعةِ، الخبراتُ اللازمةُ.

ومنْ غيرِ المنطقيِ أنْ يعوز الكردُ إلى الخبراءِ والعلماءِ.

ولا يفرغُ السنةَ منْ أصحابِ العلمِ والمهنيةِ.

المحاصصةُ هيَ مسلكُ السلامِ، لكنها حصصُ الكفاءاتِ.

أنا مؤازرٌ للمحاصصةِ، وفقَ ذلكَ، وأما الطوباوياتُ، فلنْ تجدَ طريقها للوصولِ أبدا، في العراقِ وكلِ الدولِ .

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.