بغداد/المسلة: يحتل ملف مكافحة الفساد على رأس أولويات الحكومة العراقية برئاسة محمد السوداني، ويحظى بتأييد الغالبية الساحقة من العراقيين الذي يعانون الأمرين منه. غير أن السؤال الذي يطرحه المحلل ابراهيم احمد في تقرير له نشرته وسائل اعلام غربية: كيف يمكن لهذه الحكومة أن تنجح في مواجهة مشكلة أضحت جزءا لا يتجزأ من ثقافة النخب السياسية الحاكمة الفاعلة.
يقول التقرير انه لم تنتصر أية حكومة عراقية في هذه الوجهة على مدى العقدين الماضيين رغم بعض النجاحات هنا وأخرى هناك.
ويرى التقرير ان هناك جهات ليس لها مصلحة في القضاء على الفساد. ومن أسباب ذلك أنها هي أيضا جزء من المنظومة السياسية التي تستفيد من امتيازات نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية .
و تحقيق النجاح على هذا الصعيد يحتاج إلى مقومات وشروط ليس بالأمر السهل تحقيقها. كما أن توفيرها يحتاج أيضا إلى وقت ونفس طويلين. وحتى ذلك الحين لا ينبغي ترك مستوى معيشة العراقيين يتراجع في وقت تحقق فيه البلاد إيرادات قياسية من مبيعات النفط، ومن بينها تحسين سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي ووضع حد للتضخم وزيادة الأسعار من خلال رفع الأجور والرواتب. ويدعم مطلب رفع سعر صرف الدينار الإطار التنسيقي الذي أوصل السوداني إلى رئاسة الحكومة، غير أن بيان حكومته لم يشر إلى ذلك.
وعدم انتظار الاجراءات الطويلة في مكافحة الفساد، يمكن ان يكون من خلال العلاج الفوري لمسألة سعر الصرف، حيث رُصد تفاعل عراقيين مع دعوة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الى تعديل سعر صرف الدولار، فيما ارتفع هاجس القلق من تبعات التعديل، في وقت أيد الغالبية دعوة المالكي.
واقترح رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، تخفيض سعر صرف الدولار من 1450 ديناراً إلى 1375 ديناراً مقابل الدولار الواحد.
مقترح المالكي، لقى ترحيبا شعبيا واسعاً، كونه أحد أبرز المطالب التي خرج بها المتظاهرين مرات عديدة سابقة.
وقال الكاتب سجاد الخفاجي ان الدعوة الى تعديل سعر الصرف من قبل المالكي، خطوة إيجابية لطالما دعا اليها الشعب العراقي لتضررهم من انخفاض قيمة الدينار امام الدولار.
ولم يختلف المدون حسنين جابر بالرأي مع الخفاجي، والذي قال ان من اهم التحديات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني، هو ملف سعر الصرف، ولابد من العمل عليه كونه مطلبا شعبيا مُلحاً.
الا ان الخشية من تبعات التعديل، رافقت موجة الترحيب بالدعوة.
وكان السوداني قد قال ان إجراءاتنا مستمرة في مكافحة جائحة الفساد ومن ضمنها الإصلاحات الإدارية من أجل أن يكون لدينا جهاز رقابي فوق الشبهات.
ويرى المتابع للشأن العراقي، أيوب بارزاني ان هناك فرصة كبيرة لانتشال العراق من الفوضى والتبعية ومن التكتلات المافيوية لو قام السوداني بمحاربة الفساد بجدية وحقق نتائج ملموسة، عندها يحصل على دعم شعبي هائل يساعده في المضي قدما نحو تحقيق المزيد من الاصلاحات وتهميش الفاسدين ومعاقبتهم.
ويتوقع الكاتب والاعلامي علي السباهي أن تكون خطوات الإصلاحات تدريجية بعد سنوات طوال مضت منذ عام ٢٠٠٥ حيث العراقيون ينتظرون بفارغ الصبر بداية الإصلاحات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
موسكو تحذر واشنطن ولندن وبروكسل من رد ساحق حال الاعتداء على جسر القرم
بالفيديو.. لحظة سقوط برج انترنت في ميسان بسبب العاصفة
الرشوة تطيح بمسؤول في صحة نينوى