المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بولندا في حالة تأهب ومصدر الصاروخ مجهول والتصعيد أربك مجموعة العشرين

بولندا في حالة تأهب ومصدر الصاروخ مجهول والتصعيد أربك مجموعة العشرين

16 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة: ما زال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى الأربعاء بعد سقوط صاروخ روسي الصنع على الأرجح لكن مصدره ما زال مجهولا، في قرية في جنوب شرق البلاد، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وأعلنت مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتها في جزيرة بالي الإندونيسية الأربعاء أن “غالبية” أعضائها “تدين بحزم الحرب في أوكرانيا”.

وأكد الرئيس البولندي أندريه دودا الثلاثاء أنه لا يوجد حتى الآن “دليل واضح” على مصدر إطلاق الصاروخ “الروسي الصنع على الأرجح” على حد قوله. وقال إن “التحقيق جار”، لكن أشار إلى أنه حادث “معزول”.

وفي القرية التي أصابها الصاروخ منعت القوات الأمنية الوصول إلى موقع سقوطه وطوقت المنطقة، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وعبر حلفاء وارسو الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن دعمهم لبولندا بعد سقوط هذا الصاروخ في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مما يثير تساؤلات جدية.

وفي أوج توتر بشأن هذا الصاروخ، أكدت مجموعة العشرين في البيان الختامي لاجتماعها في جزيرة بالي الإندونيسية أن “غالبية أعضائها تدين بحزم الحرب في أوكرانيا”، معترفة بأن الحرب في أوكرانيا “تقوض الاقتصاد العالمي”.

وأكد أكبر عشرين اقتصادا في العالم في البيان المشترك أن “استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به”.

وقبيل إعلان البيان، دان الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء القصف الروسي لمدنيين في أوكرانيا الذي “يكاد يكون وحشيا”. وقال في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على هامش قمة مجموعة العشرين “إنهم يتجاوزون الحدود فعلا”.

وأضاف في ختام الاجتماع الذي استمر ساعة وحضره ممثلو اسبانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي أيضا “سأتأكد من أننا سنتمكن من تحديد ما حدث بالضبط” قبل اتخاذ قرار بشأن رد الفعل.

ودعت فرنسا إلى توخي “أقصى درجة من الحذر” بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا وأعلنت أن “دولاً عدة” في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح، محذرة من “خطر تصعيد كبير”.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية لوكاش ياسينا صرح في بيان أن “قذيفة روسية الصنع سقطت عند الساعة 15,40 (14,40 ت غ) في قرية بيجفودوف (…) ما أسفر عن مقتل اثنين من مواطن جمهورية بولندا”.

وكان المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر صرح أنه “تقرر للتو رفع مستوى التأهب لبعض الوحدات القتالية (…) وغيرها من الأفراد النظاميين”.

وسيعقد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ “اجتماعًا طارئًا” مع سفراء الدول الأعضاء في الناتو الأربعاء، كما ذكرت ناطقة باسمه.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان “ضرورة تجنب تصعيد الحرب في أوكرانيا”، معبرا عن “قلقه العميق”. ودعا إلى “تحقيق شامل” في إطلاق النار.

وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر من بالي “أكدنا التزامنا مواصلة التنسيق الوثيق في الأيام المقبلة مع تقدم التحقيق وأن نحدد الخطوات التالية المناسبة”.

وأكدت باريس ولندن وبرلين من بين دول أخرى دعمها لوارسو بينما عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن “تعازيه لوفاة مواطنين بولنديين كانا ضحيتي الإرهاب الروسي”. واضاف “يجب حماية أوكرانيا وبولندا وكل أوروبا والعالم بأسره من روسيا الإرهابية”.

وتابع زيلينسكي “تبادلنا المعلومات المتاحة و(نحن) بصدد توضيح كل الوقائع”.

وكانت وسائل إعلام بولندية محلية ذكرت نقلا عن مصادر غير رسمية أن انفجارا أسفر عن مقتل شخصين في مستودع للحبوب في بيجفودوف.

وقالت موسكو إن الاتهامات بإطلاق النار على الأراضي البولندية “استفزازات”.

وأكدت الوزارة أن الجيش الروسي لم يشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية. واضافت أن صور “الحطام التي نشرتها وسائل الإعلام البولندية من موقع الأحداث في منطقة بيجفودوف” لا علاقة لها بقذائف روسية.

ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي في ختام اجتماع لحكومته ليل الثلاثاء الأربعاء “جميع البولنديين إلى التزام الهدوء في مواجهة هذه المأساة”.

واتهم الرئيس الأوكراني روسيا مباشرة بإطلاق صواريخ على بولندا، ووصف الضربة المزعومة بأنها “تصعيد كبير جدا”.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني إلى اجتماع “فوري” للحلف الأطلسي ووصف ما نشر على الإنترنت من أن الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية قد يكون أوكرانيا بأنه من “نظريات المؤامرة”.

وتنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي على أنه إذا تعرضت دولة لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجوما مسلحا موجها ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد الذي تعرض للهجوم.

وإذا تأكد أن الهجوم روسي، فسيشكل ذلك تصاعدا خطيرا في أوكرانيا.

وأطلق الصاروخ مساء يوم شهد حملة قصف روسية مكثفة على البنى التحتية الأوكرانية وصفها الرئيس زيلينسكي بأنها “صفعة على وجه مجموعة العشرين”.

وتعقد هذه القمة في غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يرغب حتى في التحدث هناك عبر الفيديو.

وجاءت الضربات الروسية المكثفة على أوكرانيا بعد أربعة أيام على الانسحاب المهين للقوات الروسية من جزء من منطقة خيرسون بما في ذلك المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتقع في الجنوب بعد أكثر من ثمانية أشهر من احتلالها.

وفي مؤشر إلى الصعوبات التي يواجهها الروس على الأرض اضطرت سلطات الاحتلال في منطقة خيرسون التي أعلنت موسكو ضمها، للتخلي عن مدينة جديدة هينوفا كاخوفكا.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.