المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ماسك يعلن العفو العام على الحسابات المجمدة في تويتر المتحولة الى منصة عالمية للنشطاء

ماسك يعلن العفو العام على الحسابات المجمدة في تويتر المتحولة الى منصة عالمية للنشطاء

25 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة: أعلن المالك الجديد لتويتر إيلون ماسك الخميس أنّه قرّر اعتبارا من الأسبوع المقبل تفعيل الحسابات المعلقة عبر هذه الخدمة في حال لم تنتهك القانون، عائدا بذلك عن كلام مطمئن على هذا الصعيد لدى شرائه المنصة.

وأجرى ماسك استفتاء عبر حسابه على المنصّة استمرّ 24 ساعة وتضمن السؤال التالي “هل يفترض بتويتر أن تمنح عفواً عاماً عن الحسابات المجمّدة بشرط ألا تكون قد انتهكت القانون أو أرسلت بريداً عشوائياً بشكل فاضح؟.

وأجاب 72,4 % من أصل نحو 3,16 ملايين شخص شاركوا بالاستفتاء، بالإيجاب على هذا السؤال.

وكتب ماسك في تغريدة “الشعب قال كلمته. العفو العام يبدأ الأسبوع المقبل”.

تويتر منصة بالغة الأهمية بالنسبة للنشطاء السياسيين

ومن انتفاضات “الربيع العربي” إلى حركة “مي تو” النسوية لفضح مرتكبي تحرشات جنسية تتعرض لها النساء، أثبتت تويتر مكانتها ودورها حليفة لنشطاء سياسيين ومجموعات معارضة لتصبح بذلك منصة يصعب استبدالها.

قد يكون عدد مستخدمي منصات أخرى للتواصل الاجتماعي أكبر، لكن الشبكة التي بات يملكها الملياردير إيلون ماسك تهيمن على التواصل العالمي، على الرغم من الضبابية التي تخيّم على مصيرها.

وتشكل منصة تويتر شريان حياة مع العالم الخارجي خصوصا في بلدان تفرض قيودا على الصحافة المستقلة والمراسلين الأجانب.

وهذا الأسبوع أظهرت منشورات من داخل مصنع آيفون الصيني الذي تشغّله “فوكسكون” عمالا يتمرّدون على الإغلاق المفروض لاحتواء كوفيد، ما ينسف محاولات الحكومة الإيحاء بأن الهدوء سائد في خضم جهود كبرى تُبذل لاحتواء الفيروس.

وقال الباحث المتخصص في الأنشطة الرقمية في ظل الأنظمة الاستبدادية ماركوس ميكايلسن “من الأهمية بمكان استقاء معلومات من وسائل إعلام دولية وإنما أيضا توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والأعمال الوحشية”.

– نقل المشهدية إلى الخارج-

في نهاية حزيران/يونيو بلغ عدد المستخدمين اليوميين لتويتر 237 مليونا، وهو رقم أدنى بأشواط مقارنة بمنصتي تكيتوك وفيسبوك. ويبلغ عدد المستخدمين اليوميين للمنصة الأولى مليار شخص وللثانية مليارين.

لكن الصيغة المختصرة والبسيطة تجعل من الشبكة قوة تتخطى حجمها بيد جماعات المعارضة، حيث يمكن لأي شخص أن يصبح “مواطنا صحافيا” ينشر بشكل فوري صورا لا تريد السلطات الحكومية أن تُنشر.

واعتبرت ناديا أيدل الناشطة المصرية-البريطانية التي شاركت في انتفاضة ميدان التحرير في مصر في العام 2011 أن تغريدات مناهضة للنظام في مختلف أنحاء الشرق الأوسط شجّعت الناس، إذ بيّنت لهم أنهم ليسوا وحيدين.

وتابعت “قدرتها (المنصة) على نشر هذا الحدث على نطاق واسع وعدد النشطاء الذين كانوا يطلقون تغريدات بالإنكليزية” نقلت المشهدية إلى الخارج.

إزاء تغريدات انتشرت على نطاق واسع وأثارت غضبا عارما دوليا، يمكن لحكومات دول خارجية أن تلمس حجم ضغوط محلية تطالبها بالتحرك أو على الأقل إدانة السلطات القمعية.

وحتى في البلدان الديموقراطية حيث تعد تويتر بمثابة مساحة رقمية للتواصل بين المسؤولين وأفراد المجتمع، يمكن للمنصة أن تزوّد النشطاء وسيلة تمكّنهم من نشر آرائهم على نطاق واسع لم تكن سابقا في متناولهم.

في العقد الأخير أصبح وسم “بلاك لايفز ماتر” مرادفا للحركة التي انطلقت لتسليط الضوء على العنصرية والعنف الذي تمارسه الشرطة في الولايات المتحدة بحق الأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية، ما وضع تحت المجهر ممارسات تمييزية غالبا ما كانت تمر بلا تعليق.

وقال ميكايلسن “يستخدمون ميزات تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي لخلق هوية احتجاجية، لخلق شعور مشترك داخل الحركة”.

وتابع “يعرفون أنهم قادرون على الوصول بشكل أكبر وأكثر مباشرة إلى الصحافيين وصنّاع القرار مقارنة بإنستغرام على سبيل المثال”.

– “ستكون خسارة كبرى” –

منذ البلبلة التي أحدثها استحواذ إيلون ماسك على تويتر، تخلى كثر عن المنصة على خلفية هواجس من إقلاع مسؤولي المنصة عن التدقيق بشكل كاف في ما ينشر لإزالة المحتويات المضلّلة أو المستفزة.

وحذّر نشطاء من أنه إذا زال تويتر سيخسر العالم سجلا تاريخيا بالغ الأهمية للتحركات الاحتجاجية التي ما كانت لتكتسب زخمها من دون توثيق رقمي.

وقالت علي مارداني “شكّل تويتر أرشيفا لعدد كبير جدا من التحركات والأحداث… لذا فإن خسارة هذا الأرشيف ستكون خسارة كبرى، إنه سجل تاريخي نوعا ما”.

وقال خبير العلوم السياسية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز ليستر إن الأنظمة القمعية أو الجماعات الإرهابية ستكون المستفيدة الوحيدة من زوال منصة قادرة على فضح سلوكياتها.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.