المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراق الفرصة الاخيرة

4 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة:

عقيل الطائي

في هذا المقال لا اريد ان اسهب في الحديث عن حكومة الفرصة الأخيرة لنهوض بالعراق والاستمرار بملاحقة الفاسدين والحد من الفساد، بعد ان حاولت اطراف عديدة خارجية وداخلية طمس وتهميش المكون الشيعي وتغير البوصلة السياسية الذي يرى فيه البعض انه قريب من الجمهورية الإسلامية وداعم لمحور المقاومة
والحشد الشعبي.

حكومة السوداني التي بدأت بكشف الفاسدين والاعتماد على جهود الحشد الشعبي الخدمية لتقديم ما عجزت عنه المؤسسات ذات العلاقة في زمن الكاظمي من خدمات للعراقيين وهو واجب حتمي لكن الشعب يعتبره إنجازا لان يأس من أي خدمة.. وهذه رسالة بالغة الأهمية لمن حاولوا شيطنة الحشد الشعبي بالتالي حشدا للحرب والاعمار.

زيارة السوداني لإيران التي تعتبر ممازة عن باقي رؤساء الحكومات السابقة ولم تكن زيارة بروتوكولية الاطراء الكبير من لدن القائد الأعلى وزيارة المسؤولين له وفتح ملف التعاون الذي يجب ان يكون السوداني جاد فيه رغم ما يلاقيه مستقبلا من معوقات وعراقيل..

أيران التحدي والاصرار

انا هنا ليس في محل اطراء او مبالغة وانما حقائق رايتها وان يفوتني الكثير منها.
ايران التحدي التي زادها الحصار والعقوبات اصرارا وتقدما علميا وعسكريا وخدميا..كيف ؟؟؟
القارئ الجيد لايران قبل الثورة الاسلامية وتاريخ المناضلين والمنوائين لحكم الشاه رضا الذي منع الحجاب وتعاقب كل من ترتديه وصولا الى ابنه محمد رضا الذي اصبح دمية بيد بريطانيا وتأسيس المحفل الماسوني الذي اطلق علية المحفل البهلوي…

نفط ايران تحت السيطرة البريطانية والشعب الإيراني يعيش فقرا شديد رغم كل هذا وقمع الشاه ورئيس حكومته للحركات التحريرية اصدر قرار برلماني بطرد شركة النفط البريطانية وكسبت القضية بعدما رفعت الى محكمة لاهاي الدولية، المد الديني والمراجع والفقهاء كان لهم دورا كبيرا في دعم ومساندة و تثقيف الشعب والنخب المثقفة التي كانت تتظاهر وتثور وتقتل لكن لم تيأس..

حيناها ظهر النائب محمود مصدق الذي دعمه السيد كاشاني الى ان وصل الى منصب رئيس الوزراء الذي كان مع الشعب والمراجع الدينية وتوجيهات السيد كاشاني والابطال من رجال الدين مثل نواب الاصفهاني حتى حاول الانكليز الإيقاع بينهم.

من الملفت للنظر في ذلك التاريخ الطويل كان السيد كاشاني يطلب من الشعب ان يعتمد على ماينتجه ولا يريد الاعتماد على الاستيراد وهنا تم صنع معمل نسيج باصفهان لإنتاج الاقمشة والالبسة وبدء مصدق مع حكومته وموظفيها بتشجيع المنتج الوطني وقاموا بارتداء البدلات الرسمية من صنع ايران وهكذا بدءت ايران.

الشعب الإيراني شعب حر ومعتد بنفسه وغير كسول وملتزم بمبادئ الاسلام والعقيدة وهنا اتكلم عن الاغلب الاعم.

كل هذه المواصفات ووجود قائد مثل الامام الخميني رض وما يملكه من مواصفات القائد الحقيقي والتسديد الالهي نجحت الثورة الإسلامية وهي اول دولة في العصر الحديث إسلامية، بدء التخوف عند المحيط الإقليمي وشكلت هذه الانتقالة هاجس خوف لدى الغرب امريكا بريطانيا اسرائل وبدء المسلسل اتجاه ايران الاسلامية من الحصار الى صنع الحروب والعقوبات الى يومنا هذا.

ايران في مواجهة الغرب والاستكبار العالمي والقوى العظمى وحتى الدول العربية ماذا تفعل؟

هل تستلم ؟
هل تتنازل عن مبادئ الثورة ومحور المقاومة وفلسطين ؟
هل تنحني للعقوبات التي انهكت اقتصادها؟؟
طبعا لا!!!
هنا الاستفهام لماذا لا؟
للاسباب التالية:
__ الشعب الحر والحي يلتف حول قياداته سياسيا ودينيا.
__السياسي الايراني ليس عاطفيا مستفزا بل يمتلك استراتيجة بعيدة المدى
ولاينظر تحت قدمية لذلك بدء العمل والجد والتحدي
تم استثمار العقول العلمية المتحركة والموارد البشرية وتشجيعها واعتمد في ذلك على الوعي عند النخب المثقفة لم يهمل اي شيء.

اود ان اذكر شيئا مهما هو ان الامام الخميني رض لم يتعامل بالروح الثارية والنفس الانتقامي لانه كان قائدا سياسيا يريد بناء دولة حقيقية قوية ولانه استشعر العداء المستقبلي من قبل قوى الاستكبار العالمي.

كلما تزداد العقوبات ويطول امد الحصار ايران تبدع في جميع الانشطة واهما العسكرية والتصنيع الحربي ..
ايران البلد النووي الذي اربك امريكا وحلف الناتو !!
بلد محاصر وعقوبات ويصدر نفط تحديا..
ايران البلد المحاصر وشكل فوبيا للغرب وللعرب بلد الصواريخ البالستية والتطور مستمر…البلد المحاصر يصنع طائرات مسيرة فائقة الجودة والامتيازات..
البلد المحاصر يخترق الفضاء الخارجي!!!!
تطور ملحوظ في جميع الانشطة …
صناعة الردارات في استخدام الهندسة العكسية،،،
يطيح بمسيرات امريكا وياسرها ويصنع على اثرها مسيرات!!!
ناهيك عن الحرب السبرانية التي هزت مؤسسات اسرائلية!!!
ناهيك عن العاصمة والمحافظات والمدن تراها حديقة غنّاء !!!
الطرق المجسرات وكانها خلقت توا!!
مظاهر الحضارة المعمارية
والسياحية والتطور الملحوظ رسالة الى السائح انه بلد احياء
مفعمين بالنشاط والحيوية
شعب يعتز بتاريخة معتد بنفسه..
كلها هذا لم يأتي الا بقيادة وقيادت سياسية وعسكرية تحتضن الوطن والمقاومة لاي محتل ومناصرة المظلوم ولاتتاخر من مساعدة البلدان وتقديم الشورى والمد اللوجستي …
ايقونة الانتصار الشهيد سليماني، يقدسون ابطالهم يحتفون بهم ..
بالتالي
قيادة قوية وسياسية متغيرة احيانا مع ثبات المبادئ ، الدبلوماسية الفائقة يتعاملون بندية وقوة واحترام…
يحترمون الجميع وغير عدائيين لجيرانهم ولكن الاولوية لامنهم القومي ..
لاننسى البساطة والوضوح والعقل العميق والتفكير بحكمة لاتغرهم المناصب ولابهرجة المواكب والحمايات وفخامة المكاتب والاثاث..
الهدؤ والاسترخاء والحجة القوية ميزتهم..

هل يستطيع العراق ان يستفيد من هذه التجارب المتراكمة واعتقد المناخ السياسي ملائم هل نمتلك الجراة من اجل تطور بلادنا ؟..
ام نبقى ننظر تحت اقدامنا..


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.