المسلة

المسلة الحدث كما حدث

السوداني حين كان نائبا: رفع سعر الصرف أو ثورة الجياع.. ما الذي تحقق؟

السوداني حين كان نائبا: رفع سعر الصرف أو ثورة الجياع.. ما الذي تحقق؟

10 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة: في العام الماضي صرح محمد شياع السوداني، وكان نائبا في البرلمان العراقي حول اهمية تخفيض اسعار صرف الدولار، واليوم وهو رئيسا للوزراء، ينتظر منه العراقيون، معالجة مناسبة للملف، حيث العراقيون يطالبون بالتخفيض .

وقال السوداني في تغريدة على تويتر، وقتها: إلى الحكومة والزملاء والمعنيين، كفى عناداً ولا تأخذكم العزة بالإثم”.

وأضاف، أن “إعادة سعر صرف الدولار إلى ماكان عليه قرار لابد منه، لأن البديل ثورة الجياع، وستكون باهظة الكلفة بأضعاف فرق السعر المتحقق”.

لكن الأمر لايبدو سهلا، مثلما تصور السوداني حين كان نائبا، ويبدو  ان تنفيذ وعده يصطدم بالواقع، اذ قال مستشار رابطة المصارف الخاصة العراقية، سمير النصيري، إن “من الشائعات هو أن البنك المركزي سيجري تغييراً جديداً على السعر الحالي”، موضحاً أن “البنك المركزي أعلن مراراً بعدم وجود نية بتغيير السعر حالياً وأوضح الآثار السلبية لأي عملية تغيير في السعر على الاقتصاد الوطني والتبادلات التجارية والتعاملات المصرفية المحلية والخارجية مع دول العالم”.

ومع تشكيل حكومة عراقية جديدة، تجددت المطالبات بتغيير سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي.

وطالب أعضاء في مجلس النواب بإدراج فقرة التصويت على إعادة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي إلى سعره الرسمي السابق ضمن جدول الجلسات المرتقبة  .

ولكن البنك المركزي العراقي جدد التأكيد على عدم وجود أية نوايا لتغيير سعر الصرف.  –

وتصف اللجنة المالية لمجلس النواب، بأن ما يروج له البعض عن إمكانية إصدار البرلمان قرارات تعيد سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه في السابق، ما هي إلا مزايدات ودغدغة لمشاعر الشارع.

وقال القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري، ان الحديث النيابي عن تغيير سعر الصرف مزايدة مفضوحة لا قيمة لها، مضيفا ان المستفيد الأكبر هم تجار العملة والمضاربين ويتضرر منها أصحاب المهن ومحال الصيرفة وحركة السوق ويدفع ثمنها المواطن.

واعتبر الصحفي داود هاشم في تغريدة على تويتر، ان فساد القائمين كان وراء رفع سعر الصرف بعنوان اصلاح اقتصادي، مضيفا ان الأسواق توازنت ولن تنخفض الأسعار لعدم امتلاك الدولة الأدوات الان.

واصبح سعر الصرف جدول الاوساط الشعبية والنخبوية على حد سواء.

وترى الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم ان كلفة إعادة ‎الدينار الى سعره القديم مقابل ‎الدولار ستكون عالية جدا، مضيفة ان ما يشاع الان هو لغرض الدعاية السياسية أو المضاربة بتخفيض سعر الدولار للحصول عليه بسعر رخيص.

و دعا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، حكومة محمد شياع السوداني إلى رفع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 5.5٪ خلال الأيام المقبلة ، وسط تحذيرات من الاقتصاديين بأن ذلك يمكن لهذه الخطوة أن تدفع الاقتصاد إلى الركود.

ويتحدث الاكاديمي الاقتصادي أحمد عيد عن استمرار  عمليات المضاربة بالعملة على أشدّها في السوق العراقية، بسبب سيطرة المضاربين وغياب حلول الدولة للحد من ارتفاع سعر الصرف إلى قيمة قياسية.

السياسي العراقي هوشیار عبدالله يقرأ تأثيرا دوليا على الملف، مشيرا الى انه حتى الموازنات الاتحادية تُقر بمشاركة دولية، وسعر الصرف يُقر بموافقة جهات دولية. ويرى عبدالله انه صحيح ان بعض التنسيقات جزء من التزامات دولية مطلوبة لكن فساد العراق يزداد سنويا بمباركة جهات خارجية.

وبحسب مظهر محمد صالح المستشار المالي للحكومة قد يكون هناك خيار لزيادة قيمة الدينار تدريجياً.

وقال: يجب تنفيذ أي تعديل مستقبلي لسعر الصرف تدريجيًا على مدى عام واحد لتوفير المناخ المناسب لتعديل الأسعار.

وأضاف أن “إعادة الدينار إلى سعر صرفه السابق مقابل الدولار أمر مستحيل ، لأن ذلك من شأنه أن يستنزف الاحتياطيات ويثقل كاهل المالية العامة بأكثر من 16 مليار دولار”.

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author