المسلة

المسلة الحدث كما حدث

حوارات كردية تختبأ خلفها رغبات السليمانية في الانفصال عن أربيل

حوارات كردية تختبأ خلفها رغبات السليمانية في الانفصال عن أربيل

11 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة: أعلن المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود محمد، الأحد، 11 كانون الاول، 2022، بأن حزبه أبلغ رسميا الاتحاد الوطني الكوردستاني بالاستعداد لخوض حوار مشترك لمناقشة المشاكل والخلافات، لكن مراقبين يشككون في امكانية نسف  الخلافات بين الحزبين .

وكردستان على غرار السلطة في بغداد، فان الخلاف على تقاسم السلطة يدل على انعدام الثقة .

وخاضت الاحزاب الكردية، حربا أهلية في التسعينيات من القرن الماضي.

ويقول دبلوماسيون ومحللون لرويترز إن حدة التوتر طفت على السطح مع ظهور رغبة في الثأر منذ وقوع عملية اغتيال بمدينة أربيل في حدث نادر، مضيفين أن تداعيات تلك العملية تضع التحالف غير المستقر في واحد من أقسى اختباراته منذ الحرب.

وفي السابع من أكتوبر، وبعد وقت قصير من انطلاق التي ضابط الاستخبارات المنشق هاوكار عبد الله رسول في سيارة رياضية متعددة الأغراض من منزله بشارع محاط بالأشجار في أربيل، انفجرت قنبلة في سيارته مما أدى إلى مقتله وإصابة أربعة من أفراد أسرته، وفق رويترز.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية ومصدر كردي إن رسول انتقل إلى أربيل هذا العام وغير ولاءه نحو الحزب الديمقراطي بعد نحو عقدين من انضمامه إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو حزب تهيمن عليه عائلة طالباني.

وتدهورت العلاقات السياسية بين الطرفين لدرجة أن وزراء الاتحاد الوطني الكردستاني قاطعوا اجتماعات حكومة إقليم كردستان، التي لطالما كانت رمزا للتقاسم السلمي للسلطة.

وتمثل الخلافات مصدر قلق للدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية التي قدمت الدعم لكلا الفصيلين وكان أحدث مظاهره في القتال ضد تنظيم داعش.

والاتحاد الوطني الكردستاني يرتبط بعلاقات جيدة مع ايران، في الحزب الديمقراطي يميل الى تعزيز العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة.

وبينما يستبعد المحللون العودة إلى حرب أهلية شاملة بين الطرفين فإن مواجهة متوترة بين أفراد أمن مسلحين في أربيل الشهر الماضي أبرزت خطر التصعيد، حسب رويترز.

ير لكن الإقليم، على الرغم من ثرواته النفطية، لا يزال يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ونقص مزمن في الخدمات العامة، مما يدفع الكثيرين لمحاولة الهجرة إلى أوروبا.

ويقول محللون إن التنافس يضعف أيضا نفوذ الأكراد داخل المركز الاتحادي العراقي في بغداد، مما يُعقد الخلافات حول ملكية أصول النفط والغاز ومخصصات الموازنة الاتحادية.

وقال شيفان فاضل من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لرويترز إن الخلاف “يؤثر على السلام الاجتماعي والاستقرار… كما يؤثر على الوضع الاقتصادي بوجه عام من حيث ثقة قطاع الأعمال والسوق”.

وقال فاضل: يتعلق (الخلاف) أكثر بالفرص المهدرة وكيف أن هذه التوترات تصرف انتباه حكومة إقليم كردستان عن معالجة قضايا الحوكمة وتلبية احتياجات سكانها، مما يؤدي إلى تفاقم المظالم.

وعلى خلفية الصراع السياسي الحالي في أوساط الشيعة العراقيين، تزيد الحكومة الهشة في الشمال الأمر سوءا في بلد لا يزال يعاني من عدم الاستقرار بعد عقدين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وتراقب بغداد الأحداث في كردستان عن كثب.

وتنعكس الخلافات الكردية على الحقوق المالية للمواطنين إذ توقفت مصارف السليمانية عن العمل بعد منع اربيل ارسال الأموال لها ما أثر سلباً على المواطنين، وكانت هناك تهديدات بشروع السليمانية وحلبجة للانفصال عن اقليم كردستان.

ونقل تقرير لرويترز تصريحات لمسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني، إنه “إذا لم يتم التوصل إلى حل جذري مع الديمقراطي الكردستاني فقد ينفصل الاتحاد الوطني وسيشكل إدارته الخاصة في السليمانية.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.