بغداد/المسلة: في أيام تظاهرات تشرين الأول الحاشدة، حصدت صورة الناشط خالد اليساري الاف الاعجابات، والتي حمل فيها علم العراق بجانبه زهرة وهو يقف أسفل نصب الحرية، في دلالة على سلمية التظاهرات، الا ان الاحلام المتبددة ارست قاربه بجزيرة المعارضة.
قصة اليساري بدأت مع بدء التظاهرات التي انتشرت في بقاع واسعة من البلاد، لتنتهي بمقاطعة أي انتخابات تُقام بالبلاد، اذ تعكس قصته خيبة الامل لدى الجيل الشبابي في العراق.
والتقى مراسل المسلة مع الناشط البغدادي في احد شوارع العاصمة، حيث قال اليساري بعد سؤاله عن شعوره وموقفه من الاحداث الجارية بالبلاد: لا اشعر بالارتياح.. فقد آلت تشرين الى نهاية غامضة، ولن يشهد مثلها هذا الجيل على اكثر تقدير، ونترك الامر للاجيال القادمة.
وبدأت شرارة تظاهرات تشرين الأول في اول أيام الشهر عام 2019، ثم تأجلت الى يوم 25 لتنطلق التظاهرات الحاشدة التي رافقتها اعمال عنف وفوضى أدت الى استشهاد اكثر من 800 بين متظاهر ومنتسب امني، إضافة الى إصابة الالاف من الطرفين.
وبينما كانت الاحداث تشتعل شيئاً فشيء، حمل اليساري علم العراق وزهرة بيضاء ووقف اسفل نصب الحرية وعيونه تملئها الدموع لما يجري من احداث دموية على بعد بعض الأمتار عن موقفه.
تلك الصورة للشاب العاطل عن العمل والبالغ من العمر 23 ربيعاً، أصبحت رمزاً للسلمية والحرية قلدها الشباب المتظاهر في محافظات العراق الأخرى.
ويقول اليساري: دخلنا الانتخابات على امل التغيير لكن اصابنا اليأس والخيبة، كما ان الكثير من قادة تشرين، خانوا الوعود وهم اما هاجروا خارج البلاد طلبا للجوء، باسم التظاهرات، او انضموا الى احزاب او اسسوا كيانات مدعومة سرا من الماكنة السياسية المسيطرة.
ولا يزال العراق يتأرجح من ازمة الى أخرى ولم تتوقف المناكفات السياسية ، كم ان الوعود بتحقيق الاصلاح، لازالت على حالها.
ويعتقد بعض الشباب ان لا جدوى من التظاهرات بعد الان، لان اغلب الذين كانوا طليعة الاحتجاج لم يكونوا صادقين، معتبرا ان من الافضل تقويم اداء الحكومات والضغط عليها لتحقيق المطالب، بدلا من دعوات التغيير التي قد تسبب الفوضى والاقتتال.
ويشير الناشط علي البابلي الى انه يجب الاعتراف ان تظاهرات تشرين استثمرت من قبل جهات داخلية وخارجية، فهناك جهات وشخصيات صعدت باسم المتظاهرين الى المناصب واصبحت جزءا من الطبقة السياسية التي كانت تنتقدها كما انها اثرت كثيرا من المال العام، فيما الجهات الخارجية جعلت من التظاهرين ساحة لتصفية حسابات سياسية.
ويعتقد الباحث عدنان ابوزيد المقيم في لندن، ان ثورا الربيع المشكلة غياب المؤسسات وظهور الصراع القبلي وفي مصر هناك الدولة العميقة التي استعادت قوتها وفي العراق هناك الطائفية المقيتة وفي الخليج هناك نقمة النفط
اعداد سجاد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
الاطاحة بمبتز استغل عوائل موقوفي تهريب النفط في كركوك
أهوار العراق: صراع البقاء في وجه التغير المناخي
ميقاتي: وقف إطلاق النار الفوري أمر ضروري