المسلة

المسلة الحدث كما حدث

القمم الخمس السابقة ما نتائجها.. حتى يهرع السوداني نحو قمة جديدة؟

القمم الخمس السابقة ما نتائجها.. حتى يهرع السوداني نحو  قمة جديدة؟

20 ديسمبر، 2022

بغداد/المسلة: الخصمان الإقليميان السعودية وإيران من بين الدول التي تحضر مؤتمرا تنظمه فرنسا والعراق في الأردن بهدف إيجاد منتدى لبحث مشكلات المنطقة.

ويحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر الذي يأتي استكمالا لتجمع سابق انعقد في بغداد في أغسطس آب 2021 كان يهدف إلى إظهار الدعم للعراق.

وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية “الفكرة هي رؤية المسار الذي يمكننا سلوكه سعيا لتقريب وجهات نظر الأطراف” في إشارة إلى دول المنطقة.

وأضاف “الفكرة من النسق الذي اتبع في بغداد هي جمع الفاعلين الرئيسيين بالمنطقة لتبادل وجهات النظر وبحث سبل تحقيق تقدم على الصعيد السياسي”.

ومن بين الحاضرين وزيرا خارجية السعودية وإيران، الغريمان الإقليميتان اللتان قطعتا العلاقات في 2016، لكن لم ترد أنباء حول إذا ما كانا سيعقدان اجتماعا ثنائيا.

واستضاف العراق خمسة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين منذ العام الماضي، كان آخرها في أبريل نيسان، لكنها لم تسفر عن أي انفراجة في العلاقات.

ودعمت طهران والرياض أطرافا متقابلة في حروب في أنحاء المنطقة، من اليمن إلى سوريا وغيرهما.

ويرى محللون أن المؤتمر جزء من مساعي ماكرون للحفاظ على وجود فرنسي في الشرق الأوسط حيث يشعر بعض حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، لا سيما السعودية، بالإحباط جراء ما يرون أنه فك ارتباط تدريجي من جانب واشنطن.

ومن بين رؤساء الدول الحاضرين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والملك عبد الله ملك الأردن، بالإضافة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء الكويتي أحمد النواف الصباح.

وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء بأن وزير خارجية إيران وكبير مفاوضيها النوويين اجتمعا قبل المؤتمر مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومسؤول من الاتحاد الأوروبي معني بتنسيق المحادثات النووية مع إيران في الأردن يوم الثلاثاء.

ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل أخرى عن الاجتماع.

وتوقفت المحادثات الرامية للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 منذ سبتمبر أيلول. وتتهم القوى الغربية الجمهورية الإسلامية بتقديم طلبات مبالغ فيها بعدما لاح في الأفق أن جميع الأطراف تقترب من التوصل لاتفاق.

و أكد الوزير الإيراني أن بلاده “مستعدة لحل أي سوء تفاهم بالتعامل المباشر مع الجانب الأوكراني”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، “أدان (عبداللهيان) نهج الدول الغربية في دعم المشاغبين وفرض عقوبات غير مشروعة” على بلاده “بذرائع كاذبة لحماية حقوق الإنسان”.

كما “نصح” الوزير الإيراني، الأوروبيين “بتبني نهج بناء وواقعي من أجل إعادة إطلاق الاتفاق النووي”، وفق المصدر نفسه.

ويتحدث مراقبون عن أن إيران سوف تستثمر القمة  مستفيدة من انفتاحها على الأردن، وسعيها إلى الانفتاح على مصر، كما ان وجود تركيا وإيران في مؤتمر يعنى بالعراق، يعني الاعتراف بدور حاسم لهم بالعراق.

وينتقد الباحث والكاتب الدكتور محمود الهاشمي ضبابية المشاركة العراقية في القمة فيقول: نحن المتابعون لشؤون المنطقة في حالة من الضبابية فلا حكومتنا ابلغتنا بماذا يجري مع ان قمم (الكاظمي ) الخمسة لم يعلق في اذهاننا منها شيء ،ولا حكومة السوداني أوضحت لنا ما ينفع حتى اننا للان لم نفهم شيئأ عن زيارة السوداني للاردن ولا للكويت ولا عن لقاءاته الست (خلال 45) يوما بسفيرة الولايات المتحدة ببغداد.

يتابع الهاشمي: اما في قضية (استقرار العراق )فان الدول الحاضرة برؤسائها (مصر والاردن )ازدادوا غلظة على العراقيين وبات السؤال عن المذهب في مقدمة الاسئلة للمسافرين العراقيين في مطاراتهم فيما اشتد علينا الاعلام بالتحريض على العنف والوقوف الى صف مثيري الشغب وسموهم بالثوار . وعن (الربط الكهرباء)فمجرد (طرفة )يتداولها العراقيون قبل الاردنيين.

وافادت رؤية رصدتها المسلة في مركز الاتحاد للتحليل السياسي ان هدف المؤتمر هو أسر العراق بالتزامات سياسية واقتصادية تمنعه من اخذ دوره الاستراتيجي في مبادرة الحزام والطريق الصينية واستمرار تسرب إيرادات موازنته النفطيه للحيلولة دون تمكن العراق من تحقيق الاستدامة الماليه داخل الدورة الماليه والنقدية في الاقتصاد العراقي. وتابع التحليل: يفترض بالسوداني أن لايذهب بعيداً عن العقلانية الدبلوماسية ويلجأ إلى تنفيذ برنامجه الحكومي من خلال التركيز على مكافحة الفساد وتقديم الخدمات والاسراع بعقد قمة في بغداد تجمع الصين مع بلدان خط الطاقه وهي كل من سوريا لبنان العراق ايران الباكستان افغانستان ودول اوراسيا وتوقيع اتفاقيات مع الصين منفردة ومشتركة للوصول إلى إتحاد وتكامل إقتصادي وفقاً لرؤية مبادرة الحزام والطريق الصينية 2030 .

واعتبر  الكاتب حافظ آل بشارة، المؤتمر بانه اخطر من المؤتمرات السابقة لانه ضم اضافة الى الاهداف السابقة هدفا يتعلق بتوازنات الحرب الروسية الاوكرانية ، فايران يجب اضعافها اكثر لانها ركن في التحالف القطبي الاسيوي الجديد الذي يهدد نفوذ اميركا واسرائيل ولا بد من ابعاد العراق عنها اكثر فأكثر ، واستخدام اراضيه كقواعد لمحاربة ايران انطلاقا من شماله وتغذية عوامل الفوضى والحصار عليها  .

وافترض الكاتب قاسم الغراوي بان على حكومة السيد السوداني أن تكون شفافة وواضحة في مواقفها فيما يريده العراق وشعب العراق من الدول المشاركة في المؤتمر مع توفر كل اسباب القوة والنهوض  وان تكون النوايا صادقة في التعامل مع العراق بعد مرور عشرين عاما من سقوط نظام البعث، داعيا الى ان تكون تكون الحكومة واضحة ايضا أمام البرلمان والشعب لنفهم اين يسير العراق وماهي النتائج المتحققة من هذه المؤتمرات وانعكاساتها على وجود العراق ومستقبله واستقراره.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.