بغداد/المسلة: تشهد السوق العراقية ارتفاعاً قياسياً في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية بعد ارتفاع صرف الدولار بشكل مضطرد، وسط جدل وتذمر شعبي واسع ودعوات الى معالجة المشكلة.
ووصل سعر كيس الطحين زنة 50 كيلوغراماً إلى أكثر من 60 ألف دينار، فضلاً عن ارتفاع أسعار اللحوم والألبان والزيت والسكر.
وكشف اتحاد الغرف التجارية في العراق أنّ التجار يواجهون مشاكل كبيرة بسبب إجراءات الحكومة وسياسة البنك المركزي النقدية المتحكمة بسعر العملة في السوق العراقية.
وقال نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية السابق، حسن الشيخ زيني، إنّ على البنك المركزي العراقي وضع آليات وحدود معقولة لصرف العملة الصعبة للتجار والصناعيين لتغطية نفقاتهم التجارية والحد من عمليات تهريب العملة عبر المصارف وشركات ومكاتب الصرافة التي تستحوذ على الكميات المطروحة في السوق.
وأوضح الشيخ زيني، أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار أثر سلباً في المواطنين، لأنّ نسبة كبيرة من المواد الاستهلاكية والغذائية مستوردة من الخارج، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعارها إلى حد كبير يفوق قدرة المواطن الشرائية.
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي، الاثنين 12/26/2022، إن البنك المركزي يعجز حتى اللحظة، عن استخدام الاحتياطات النقدية لدعم الدولار، على الرغم من الارتفاع الجنوني في العراق.
وأضاف المرسومي في تدوينة، أن البنك المركزي العراقي يمتلك احتياطيا نقديا اجنبيا هو الأعلى في تاريخ الدولة العراقية بأكثر من 90 مليار دولار ومع ذلك فأن سعر الدولار مقابل الدينار هو الأعلى منذ عام 2004 وهو ما يعني عجز البنك المركزي العراقي في استخدام احتياطاته النقدية في الدفاع عن سعر صرف الدينار وتضييق الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي التي تبلغ حاليا اكثر من 6%.
وتابع: وهو ما يبدو حاليا خارج قدرة او إمكانية البنك المركزي العراقي في منع تداعي الدينار امام الدولار!! ومع ذلك فإن تراجع مبيعات نافذة العملة الأجنبية سيؤدي الى ارتفاع احتياطات البنك المركزي العراقي بوتائر متصاعدة متزامنة مع زيادة معاناة وشقاء الفقراء الذين يشكلون ربع سكان العراق.
ويقول النائب السابق جاسم محمد جعفر، ان ازمة الدولار ونقص السيولة المادية ماهي الا ضغوط امريكية للحصول على تاييد حكومة السوداني واعادة توجهها نحو حلفاء لها في المنطقة بدل من اتخاذ سياسية الحياد.
ويؤكد عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى سند، ان ارتفاع الدولار هذه الأيام، جاء بسبب أمريكا نفسها، وبدون وسيط، والغرض هو منع الدولار من الدخول للعراق بالأساس، لغرض معاقبته معاقبة خفيفة، وتنتظره على طاولة الحوار مطلع عام 2023 لغرض التفاهم حول ملفات ساخنة مثل الملف الايراني وملف الطاقة ومستقبل القوات الامريكية والاتفاقيات الأمني.
وأوضح ان تراكم الاحتياطي العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي والمودع لدى الفدرالي الأمريكي والذي سيتجاوز 100 مليار دولار وبتصاعد مستمر، يصعب على العراق التصرف بهذا الرقم الكبير، فقط سمحت أمريكا بخمس شحنات شهريا ً من الدخول للبلد.
لكن الاكاديمي الاقتصادي داود هاشم لا يتفق مع الاراء التي ترمي بأسباب الارتفاع على واشنطن، مؤكدا على ان الاسباب داخلية بحتة.
وقال في تغريدة أن تخبط حول اسباب ارتفاع الدولار، و مضحك ومؤسف ان يطلع علينا من يدعي انه محلل سياسي ليحلل الاقتصاد ومئات المغردين ممن زجوا انفسهم ونسبوا ان اسباب ارتفاع الدولار يعود لضغط وزارة الخزانة الامريكية بمنع بيع الدولار الى 4 مصارف عراقية.
وانعكس ارتفاع سعر صرف الدولار وتذبذبه مباشرة على أسعار السلع والمواد الأساسية منها والكمالية، وسط خشية بين المستهلكين العراقيين من تواصل ارتفاع الأسعار المرتفعة أصلا، وخاصة بالنسبة لذوي الدخلين المتوسط والمحدود والفقراء.
وتزامنت الموجة الجديدة من الارتفاع في الأسعار مع حلول عطلة عيد الميلاد ونهاية السنة، حيث يزداد إقبال المواطنين على التبضع والتنزه في الأسواق والمجمعات التجارية والترفيهية.
اعداد محمد صلاح
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
أسعار صرف الدولار مقابل الدينار في العراق
اعتقال 11 متهما في بغداد بينهم مشعوذون وتجار مخدرات
أسعار الذهب في الأسواق العراقية ليوم السبت