بغداد/المسلة: قال الخبير القانوني علي التميمي، 07/16/2022 ، ان فرض النظام البرلماني مقصود في دولة مرتبكة اقتصاديا ومتدهورة وفقيرة اجتماعيا.
وذكر التميمي لـ المسلة ان النظام البرلماني يحتاج الى ارتكازات اقتصادية ورؤس اموال داعمة له ونسيج اجتماعي متجانس لهذا كان اول ظهور له في بريطانيا (ام الرأسمالية) وهذا النظام البرلماني يسمونه ابن الرأسمالية.
واضاف ان هناك 24 %من دول العالم تأخذ بهذا النظام الذي يسمى سيد الأنظمة السياسية ويكفي أن نذكر دولة جنوب أفريقيا الرائعة بكل شيء والإمارات المتطورة جدا نجح فيها النظام البرلماني لأنها متطورة اقتصاديا ومؤسساتيا.
واستطرد ان وجود النظام البرلماني في دول مرتبكة اقتصاديا وفقر مجتمعي ومتدهور اجتماعيا يؤدي الى فشله وهيمنة السلطة التنفيذية على البرلمان ويؤدي الى التمزق والتشرذم والحرب الأهلية في النهاية لان المبدأ كان خطأ.
وتابع ان الضغط من قبل اميركا لإيجاد هذا النظام البرلماني كان مقصودا لأهداف نراها حصلت لاحقا ..حالنا حال لبنان.
وختم حديثه بالقول ان الاتفاق مع النداءات التي تطالب بالعودة الى النظام الرئاسي كما هو الحال في مصر ودول عربية كثيرة وذلك يحتاج الى تعديل الدستور (الجامد)، مضيفا ان تعديله الصعب ايضا وكان مقصودا وعقدة في المنشار.
وأحصى مركز بيو للأبحاث في العام 2018، 27 دولة في العالم فشلت فيها الديمقراطية، وانّ فكرة سيئة ترسّخت عنها بين الأفراد في دول مثل تونس والأرجنتين ونيجيريا واليونان، وان الفساد السياسي مصدر قلق مشترك لدى الشعوب الأكثر استياءً، مثل لبنان.
وحتى في الدول العريقة الديمقراطية، مثل الولايات المتحدة، فانّ الانفلات في التعبير، وصل الى أقصاه، ومن ذلك ان الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، اشاع بأنّ باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة.
وقال الكاتب والباحث عدنان ابوزيد انه لم تصبح الديمقراطية ضحية الإغراء المغري للاستبداد، فحسب، بل ضحية أنصارها أيضا من اليسار واليمين، وقد أدى ذلك الى صعود الشخصيات الشعبوية مثل فيكتور أوربان في المجر، ودونالد ترامب في الولايات المتحدة، و بوريس جونسون في المملكة المتحدة، بل ان الديمقراطية فسحت المجال لصعود اشخاص لا يحترمونها الى مركز القرار، وهي التي أخطأت من قبل، وارتقت بأدولف هتلر الى قيادة ألمانيا، العام 1933.
واستطرد: يصح القول المعروف (ايتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك)، على الديمقراطية أيضا.
واعتبر عدنان ابوزيد انه في دول عربية، مثل العراق ولبنان، فان أحزابا تمارس الديمقراطية من اجل الوصول الى المناصب، لكنها في بنيتها الداخلية، استبدادية.
وإذا كانت الديمقراطية قد ازاحت الإيديولوجيات الشاملة مثل النازية أو الشيوعية، وفي العراق ازاحت نظام الزعيم الواحد، لكنها فشلت في تحديث الهياكل الداخلية للأحزاب والكيانات.
واعتبر ان أحد أسباب اضمحلال الديمقراطيات، عدم تحولها الى ثقافة أمة، ما اتاح للفساد، من الاستفحال، وشجع الأحزاب على التحول الى اقطاعيات على حساب الدولة، كما في بولندا والمجر ورومانيا ولبنان وتونس والعراق.
وختم بالقول: لقد أفادت التجارب، أن ثوب الديمقراطيات الغريبة سيكون ضيقا على الشعوب العربية التي اعتادت ارتداء العباءة البدوية والعشائرية، وسيظل هذا ديدنها حتى تتغير ثقافتها وآليات التفكير لدى أفرادها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
دبلوماسية بغداد في الاختبار السوري: العراق وسيط إقليمي أم لاعب حيادي؟
بارزاني يرد على الجولاني: رؤية تمثل موضع سرور وترحيب من قبلنا
فرنسا ترسل 4 دبلوماسيين إلى سوريا لأول مرة منذ 12 عاما