المسلة

المسلة الحدث كما حدث

إنعكاسات ما بعد خليجي 25

إنعكاسات ما بعد خليجي 25

11 يناير، 2023

بغداد/المسلة:

عباس البخاتي

لكل حدث كبيرا كان أو صغيرا، هناك عدة قراءات يمكن الوقوف عليها.. ومنها ما سيجري في بطولة كأس الخليج، المقامة في البصرة وبعدها.

طبيعة الأوضاع والظروف التي يمر بها العراق، تجعل من الانعكاسات المتحققة، عقب نجاح العراق في تنظيم هذه البطولة، تميل لإتجاهات مختلفة، منها ما يتعلق بالوضع الداخلي، على المستوى السياسي والاجتماعي، وآخر يخص الدول المشاركة في البطولة، والآثار المترتبة على التفاعل الإيجابي، سواء من جماهيرها الرياضية او المواقف الرسمية لتلك البلدان.

ساهمت الأجواء المثالية التي رافقت حفل الإفتتاح وما تلاه، حيث الحفاوة التي ابداها أبناء البصرة للضيوف الخليجيين، في إحداث تغيير في نظرة المواطن الخليجي، تجاه أبناء وسط وجنوب العراق خصوصا أهالي البصرة، وساعد ذلك في تفكيك المفاهيم السائدة، والمهيمنة على شعور المواطن الخليجي، الذي بات هو الآخر ضحية للماكنة الإعلامية، ذات التعامل السلبي مع التجربة العراقية بعد 2003، خصوصا وإن المراكز الإعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، ملزمة بمركزية القرار السياسي الخليجي، ولا يمكنها التمرد على رؤية الأنظمة الحاكمة، حيال مجمل القضايا في المنطقة والعالم، وخصوصا ما يتعلق منا بالشأن العراقي.

تبعا لذلك فإن وجود وسيلة إعلامية، برعاية مؤسسة او جهة مستقلة عن القرار السياسي، هو أمر نادر بل لا يكاد يذكر.

بناء على تلك المعطيات يمكن إعتبار الإشادة العفوية، التي يبديها المواطن الخليجي، بما شاهده من أهالي البصرة، نوعا من التمرد العفوي على الفكر السياسي المهيمن، على شعور المواطن الخليجي، وهو ما يتطلب جهودا مضاعفة من الفاعل السياسي العراقي، لإحداث تغيير في قناعات مصادر القرار السياسي الخليجي، وبعث رسائل إطمئنان من شأنها زيادة جسور الثقة بين العراق وتلك الدول.

على الصعيد الداخلي فإن نجاح الحكومة المركزية والمحلية في استضافة البطولة، قد أحرج كثير من الأصوات الداعية، إلى نسف التجربة السياسية برمتها، وكذلك أخرست الألسن السلبية، التى تنتقص من الطبقة المتصدية، وتتهم جميع شخوصها بالفشل، وتستكثر على أبناء الوسط والجنوب، إدارة شؤونهم بأنفسهم.

كانت الصورة التي ظهرت بها البصرة في هذه البطولة، حجرا القم الافواه المغرضة، التي طالما عملت على بث روح الفرقة بين أبناء الشعب، وتصنفهم حسب الولاءات والمعتقدات، فما راعت حرمة لمعتقد ديني، او فكر يؤمن به المواطن،  رغم حرية الأفكار والمعتقدات التي كفلها الدستور العراقي.

أنها ظروف مثالية جاءت من حيث الزمان والمكان، ليحتفي العراقيون بتلك البطولة، التي تزامن انطلاقها مع الذكرى السنوية لتأسيس الجيش  والشرطة، وهما الجهتان اللتان كان لهما الموقف البطولي، في مواجهة الهجمة الإرهابية، والتي أمتزجت دماء شهداءهما مع دماء أبناء الحشد الشعبي، الذين هبوا لنداء المرجعية الدينية العليا.

اليوم نشهد ثمرات تلك الدماء الزكية، أمنا وامانا في ربوع العراق، لنثبت للعالم ان العراقيين قادرون، على تحقيق الإنجاز والمحافظة عليه، ونقول لمن لا يريد لنا الخير، سواء في الداخل من حملة الأفكار الظلامية، او أولئك الحاقدين من خارج البلد، أن بلدنا على مشارف التميز والاقتدار فلا عزاء لكم.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.