المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تظاهرات “متواضعة” ضد ارتفاع سعر الدولار.. والجهات المنظمة تفشل في التحشيد المسيس لها

تظاهرات “متواضعة” ضد ارتفاع سعر الدولار.. والجهات المنظمة تفشل في التحشيد المسيس لها

26 يناير، 2023

بغداد/المسلة: شهدت بغداد تظاهرات في محيط مبنى البنك المركزي وسط العاصمة، احتجاجا على الارتفاع الكبير في أسعار صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار وارتفاع أسعار السلع. لكنها تظاهرات متواضعة لم تصل الى مستوى الدعائية لها، كما ان الجهات التي نظمتها او التي وراءها خلف الكواليس، فشلت في تحقيق غاياتها السياسية.

التظاهرات التي انطلقت من مناطق مختلفة في بغداد باتجاه البنك المركزي، جاءت بعد دعوات لقوى سياسية واوساط شعبية، للضغط على الحكومة بغية الإسراع بمعالجة ملف تقلبات سعر الصرف.

وادى ارتفاع أسعار الدولار إلى اضطراب الحركة التجارية في الأسواق المحلية، وأسهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وخاصة أسواق الجملة في منطقة جميلة التجارية ببغداد.

وانتقدت حركة امتداد، إجراءات الحكومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية، والحد من ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية، فيما دعت الى التظاهر بعد اليأس من التحرك لحل الازمة عبر الوسائل القانونية، وفقاً لتعبير نائبة عن الحركة.

ولم تقتصر الدعوات على الجهات السياسية فقط، بل اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات الى الخروج بتظاهرات، من قبل ناشطين وتُجار ومواطنين تضرروا بارتفاع سعر الصرف.

وأفادت معلومات بمشاركة التيار الصدري بتظاهرات البنك المركزي، على الرغم من ان التيار لم يصدر أي موقف في ذلك الاتجاه.

وألمح الكاتب مازن الزيدي الى مشاركة التيار قائلا ان التيار الذي فشل بالانقلاب يريد العودة من بوابة الدولار.

ومنذ حوالي شهرين يشهد سعر صرف الدينار العراقي تقلبات مقابل الدولار يعزوه خبراء إلى بدء العراق الامتثال لإجراءات دولية أميركية على التحويلات المالية بالعملة الصعبة التي تُهرب الى الخارج.

وأثار تراجع الدينار العراقي امام الدولار غضب العراقيين لما نتج عنه من ارتفاع في أسعار المواد المستوردة وخاصة الغذائية.ففف

وكانت مصادر مطلعة، أفادت ان الفيدرالي الأميركي أبلغ البنك المركزي العراقي بتحفظه على فتح حسابات بعملات اليوان واليورو.

وقال الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان ابو زيد، أن لكل نظام سياسي سعره بالدولار، وكل دور اقليمي له ثمنه، وأن التركيع لم يعد بالحروب والحصار، بل بتحقير العمْلة.

واستطرد: لو أعاد التاريخ نفسه، ما اسقطت واشنطنُ صدّامَ بالحربِ، التي كلفتها آلافَ الملياراتِ، ولأكتفت بصواريخ الدولار التي تطيحُ به خلال عام أو عامين، لكنها حجّمته بتطويق طويل، لأنها لم تكن قد قررت إسقاطه.

واعتبر ان عملات الخليج، عالية ليس بسبب النفط، بل لأنها صديقُ حميمُ للدولار، وتابع ابوزيد: دول مثل الأردن من دون زراعة ولا صناعة ولا نفط لها عملتها القوية، وهو تسعيرة دورها الإقليمي.

وطالب البنك المركزي العراقي الفيدرالي الأميركي بإيقاف المنصة الالكترونية، مؤقتا فيما يخص تعاملات العراق.

وقالت وزارة الداخلية في بيان، أن الأجهزة الأمنية المختصة نفذت عملية أمنية في العاصمة بغداد والمحافظات للقبض على المتلاعبين بأسعار صرف الدولار خارج الضوابط والتعليمات وكذلك أصحاب محال الصيرفة غير المرخصة.

ولم تستهدف هذه العملية أصحاب الشركات الذين يتعاملون بصورة قانونية بعيدة عن المضاربة التي تستهدف قوت المواطنين وكذلك تهريب الدولار وإرباك السوق.

وقال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ان اميركا تستخدم الدولار كسلاح وهي تراقب الوضع في العراق، فيما اعتبر ان لا حل لازمة الدولار الا بالتفاهم مع الجانب الأميركي.

ويرى عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية ياسر الحسيني، ان الازمة الحالية فرصة للتخلص من الازمات بشكل عام من خلال إعادة تنظيم بيع العملة وتنظيم المصارف وعملها وعلى الحكومة استغلالها.

لكن معلومات قد أفادت في وقت سابق، بتورط رابطة المصارف التي تعمل من دون إجازة، بالتلاعب في سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي.

وتشير المعلومات الى ان دائرة المنظمات غير الحكومية تمتنع عن كشف الحساب المصرفي للرابطة، بالإضافة الى انها تمتنع عن عرض إجازة رابطة المصارف العراقية.

واعتبر مراقبون ان امتناع دائرة المنظمات غير الحكومية عن محاسبة الرابطة هو اشتراك في الاتهامات بالتلاعب بالدولار.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.