المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الأموال المبيّضة تجرف بساتين بغداد وتحولها الى عقارات خرسانية تخاصم البيئة

الأموال المبيّضة تجرف بساتين بغداد وتحولها الى عقارات خرسانية تخاصم البيئة

6 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: أوردت نيويورك تايمز أن كثيراً من بساتين بغداد وحدائقها تندثر جراء عمليات بناء غير منظمة منفلتة إلى حد كبير من قيود التنظيم المدني والحفاظ على المساحات الخضراء.

وتعاظمت وتيرة هذه العمليات قبل 10 سنوات، ما قلص المساحات الخضراء التي ساعدت تقليدياً في إبقاء العاصمة صالحة للعيش حين ترتفع درجات الحرارة في مدينة هي بالفعل واحدة من أكثر المدن سخونة في العالم.

ذلك أن البناء– القانوني وغير القانوني– يتسارع في بغداد على وقع نقص خطير في المساكن وما وصفه رئيس الوزراء العراقي بأنه أموال مبيضة تصب في استثمارات عقارية كبيرة.

مثلاً، على امتداد الطريق السريع في الدورة، وهي إحدى ضواحي بغداد، تبرز الجذوع المقطوعة لأشجار النخيل الميتة من التربة الرملية كأصابع خارجة من قبر، فهي بقايا بساتين كانت يوماً غناء تحل محلها في شكل متزايد مشاريع بناء في العاصمة العراقية.

ونقلت عن مريم فيصل، المحاضرة في كلية الفارابي الجامعية ببغداد، قولها: نخسر تدريجياً الرئات الضرورية للعيش في مدينتنا.

ولفتت الصحيفة إلى دراسات تؤكد أن المناطق المشجرة في بغداد أقل حرارة من غير المشجرة بواقع خمس درجات مئوية، وفي غياب الأشجار والنباتات، تمتص السطوح الإسمنتية والمعدنية الحرارة وتعيد إطلاقها، ما ينشئ ما يسميه الخبراء جزراً حرارية حضرية.

وبحسب نيويورك تايمز، يعتبر العراق، مع انخفاض منسوب المياه فيه والجفاف الشديد والزيادة السريعة في عدد السكان، واحداً من أكثر البلدان هشاشة في العالم أمام آثار تغير المناخ.

لكن الحكومات المتعاقبة تجاهلت في شكل أساسي الأزمة المتفاقمة، وفق دعاة حماية البيئة.

وفي حين أن بعض عمليات إزالة الغطاء النباتي غير قانونية (العشوائي) أو مرتبطة بمشاريع التطوير الجارية بناء على تصاريح بناء مزورة، نُفذت مشاريع كبرى دمرت آلاف الأفدنة من بساتين الأشجار المثمرة والنخيل بموافقة السلطات الحكومية المحلية.

قالت آنا سواف، رئيسة مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التابع للأمم المتحدة في العراق، إن اختفاء بعض المساحات الخضراء يُعزى إلى قانون للاستثمار صدر عام 2006 ويشجع على خصخصة الأراضي المملوكة للحكومة لبناء مراكز تسوق ومجمعات سكنية مسورة.

وقالت إن المتنزهات والحدائق المرافقة للمنشآت الجديدة هذه تقتصر في الأغلب على السكان أو أولئك الذين يمكنهم دفع رسوم الدخول إليها.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.